قرار ترامب بإنهاء التمويل يؤدي إلى توقف مشروعات المياه عالمياً ويعرض حياة الملايين للخطر

أدى قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخفض معظم المساعدات الخارجية إلى توقف مفاجئ لعشرات مشروعات المياه والصرف الصحي في عدد من الدول النامية، ما تسبب في تعثر أعمال البناء وتهديد حياة ملايين الأشخاص الذين كانوا يعوّلون على هذه المشروعات في الحصول على مياه نظيفة وخدمات صحية أساسية.
في كينيا، توقف مشروع بقيمة 100 مليون دولار تموله وكالة التنمية الأميركية (USAID) في محافظة تافيتا، حيث أُنجز منه فقط 15% قبل أن ينسحب المقاولون ويتركوا خلفهم حفراً وقنوات مكشوفة تهدد حياة السكان والمزارعين، خاصة في موسم الأمطار.
أما في مالي، فقد تُركت أبراج المياه المخصصة للمدارس والمراكز الصحية غير مكتملة، في حين أُلغيت مبادرة طاقة شمسية مخصصة لتوفير المياه في لبنان، ما أدى إلى فقدان العشرات من الوظائف واعتماد السكان على مولدات الديزل ذات التكلفة العالية.الخبراء حذروا من أن هذه الخطوة تهدد بزيادة تفشي الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة، وتراجع مستويات التعليم بسبب نقص المياه في المدارس، وتآكل الثقة في الولايات المتحدة كممول رئيسي لمشروعات التنمية حول العالم.رغم ذلك، استُثني مشروع كبير لتحلية المياه في الأردن بقيمة 6 مليارات دولار من قرار الإيقاف، بعد تدخل مباشر من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.ويأتي هذا التحول المفاجئ في السياسة الخارجية الأميركية في وقت حساس، حيث تعاني العديد من الدول الفقيرة من أزمات مناخية ومالية خانقة، وتعتمد بشكل كبير على التمويل الدولي لتأمين خدمات البنية التحتية الأساسية.