بعد إتمام صفقة هيس، شيفرون تعزز استراتيجيتها وتتنافس مع إكسون.

بعد إتمام صفقة هيس، شيفرون تعزز استراتيجيتها وتتنافس مع إكسون.

بعد أن كسبت معركة التحكيم أمام إكسون موبيل، لم تضيع شركة شيفرون وقتاً في تحويل صفقة استحواذها على شركة هيس إلى نقطة انطلاق استراتيجية تعزز موقعها العالمي، وترد على أسئلة المستثمرين بشأن قدرتها على تحقيق نمو مستدام في ما بعد 2030.
إذ تضيف لشيفرون حصة مباشرة تبلغ 30% في حقل «ستابروك» في غيانا، أحد أكثر مشاريع النفط طموحاً في العالم، إلى جانب 45% لإكسون و25% لشركة سينوك الصينية.

من التراجع إلى التوازن أمام إكسون

لطالما كانت إكسون تتفوق على شيفرون من حيث قاعدة الإنتاج وهوامش الأرباح، لا سيما في العقد الأخير.
ومع دخول شيفرون إلى حقل غيانا، الذي ينتج حالياً 650 ألف برميل يومياً، ويتوقع أن يبلغ 1.2 مليون برميل بحلول 2027، تقلصت الفجوة بين الشركتين بشكل كبير، ما يضع شيفرون على أرض أكثر توازناً في المنافسة.وبحسب محللي تي دي كوين، فإن هذه الخطوة «أزالت الغموض بشأن آفاق شيفرون المستقبلية» وأسهمت في استعادة الثقة بقدرتها على التوسع العضوي والمدفوع بالاستحواذات.

خفض التكاليف وتعزيز القيمة

وفق وول ستريت جورنال، أشار الرئيس التنفيذي مايك ويرث إلى أن دمج أصول هيس سيؤدي إلى خفض سعر التعادل لتغطية النفقات الرأسمالية وتوزيعات الأرباح إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل بدءاً من العام المقبل.هذا المستوى يوفر مرونة مالية كبيرة لشيفرون، لا سيما في ظل تقلبات أسعار الطاقة عالمياً.وأضاف ويرث أن الشركة أطلقت في الأشهر الماضية ثلاث منصات إنتاج جديدة في خليج المكسيك، وهي تقترب من عتبة إنتاج مليون برميل يومياً في حوض برميان، أكبر حقل نفط أميركي.كما أنها وسعت حضورها في كازاخستان من خلال مشروع «تنغيز»، وتستكشف فرصاً واعدة في الأرجنتين والبحر المتوسط.

الفارق ما زال قائماً لكنه قابل للتلاشي

رغم هذا التقدم، يرى عدد من المحللين أن إكسون لا تزال متفوقة على المدى البعيد، خصوصاً إذا أعلنت لاحقاً عن رفع تقديرات الاحتياطيات القابلة للاستخراج في غيانا والتي تبلغ حالياً 11 مليار برميل مكافئ.إكسون كذلك خفضت تكاليفها الثابتة بأكثر من 12 مليار دولار خلال السنوات الأخيرة، ما جعلها أكثر قدرة على تحمل فترات انخفاض الأسعار.مع ذلك، فإن شيفرون تراهن الآن على تنفيذ دقيق لخطط خفض الإنفاق، ودمج أصول هيس بفعالية، لفتح قيمة سوقية كبيرة محتملة لسهمها، وفق خبراء وول ستريت.

صفقة تعيد تشكيل المشهد النفطي

بهذه الصفقة، تدخل شيفرون مرحلة جديدة من تاريخها كمنافس ندي لإكسون في سوق النفط العالمية.لم تعد غيانا مجرد اكتشاف مربح لإكسون، بل أصبحت ساحة تقاسم استراتيجي بين شركتين أميركيتين من الوزن الثقيل، وفي ظل السباق العالمي نحو النفط «الأقل كلفة والأعلى جودة»، تسعى شيفرون الآن إلى تثبيت موطئ قدم طويل الأجل، في وقت لا تزال فيه كبرى شركات الطاقة تتسابق على موارد «الجيل المقبل».