عودة «سيغا»: الأيقونة اليابانية للألعاب تستعيد مجدها عبر «سونيك» وهوليوود

عودة «سيغا»: الأيقونة اليابانية للألعاب تستعيد مجدها عبر «سونيك» وهوليوود

بعد سنوات من التراجع، عادت شركة «سيغا» اليابانية لتخطف الأضواء مجدداً، وهذه المرة من بوابة أفلام هوليوود والمتاجر العالمية. فمع تدفق السياح إلى طوكيو وعودة الاهتمام بثقافة البوب اليابانية، أي تجدد الإقبال العالمي على عناصر الثقافة الشعبية اليابانية مثل الأنمي والمانغا وألعاب الفيديو وغيرها، تسعى «سيغا» لإعادة تقديم نفسها للأجيال الجديدة، مستثمرةً النجاح الجماهيري الكبير لفيلم «سونيك 3»، ورهانها على حنين الكبار لألعاب طفولتهم.
يعكس ذلك توجه الشركة نحو التوسع الدولي بدلاً من الاكتفاء بالسوق المحلية، وفق ما أكده الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة، شوجي أوتسومي، الذي صرّح «لقد واجهنا صعوبات، لكننا عدنا اليوم، نتطلع إلى العالم، لا إلى اليابان فقط».

رغم انسحابها من تصنيع أجهزة الألعاب منذ عام 2001 بعد توقف «دريم كاست»، فإن «سيغا» واصلت تطوير الألعاب الناجحة، معتمدة في الآونة الأخيرة على قوة شخصياتها الكلاسيكية مثل «سونيك» و«شينوبي»، واستغلالها سينمائياً وتجارياً.

سونيك يقود الموجة الجديدة

ولم يكن ذلك صدفة، بل جزءاً من موجة بدأت عام 2020 مع أول فيلم لسونيك، وبلغت ذروتها مع «سوبر ماريو» في 2023.الآن، تعمل «سيغا» على مشاريع طموحة تشمل تحويل لعبة «شينوبي» إلى فيلم، وسلسلة «ياكوزا» إلى مسلسل على أمازون برايم، إلى جانب البحث في تطوير فيلم مقتبس من لعبة «بيرسونا» الشهيرة.

صفقات وتحولات استراتيجية

في 2023، استحوذت «سيغا» على شركة «روفيو» الفنلندية المطوّرة للعبة «أنغري بيردز»، في محاولة لتعزيز وجودها في سوق ألعاب الهواتف المحمولة. وبالتوازي، تعمل الشركة على تطوير «لعبة خارقة»، مشروع ضخم الميزانية يستهدف السوق العالمية ويعتمد على عناصر اجتماعية وتكنولوجيا ذكاء اصطناعي.وبينما لا تزال الشركة الأم «سيغا سامّي» حاضرة في مجال آلات القمار وصالات الباتشينكو، إلا أن مستقبل النمو يبدو في الترفيه التفاعلي، حسب رأي محللي السوق مثل ديفيد كول من «دي إف سي إنتليجنس»، الذي يؤكد أن اللاعبين اليوم «يريدون ألعاباً عميقة تصنع مجتمعات ولاء».تحرص «سيغا» على مخاطبة جيل التسعينات الذي نشأ على ألعابها، وتعيد ربطه بها من خلال الأفلام والمتاجر، كما يلاحظ كول: «هؤلاء الآباء اليوم يعرّفون أبناءهم على ألعاب سونيك وستريتس أوف رايدج.. وهذه قيمة غير مستغلة حتى الآن».ذلك ما يعكسه داني فيلاسينور (19 عاماً) من أميركا، الذي قال «نشأتُ على ألعاب سيغا.. هي كلاسيكية لكنها تطورت كثيراً»، وشاركه الرأي ويليام هارينغتون (24 عاماً) «إنها تمثل طفولتي بالكامل».في زمن أصبحت فيه الألعاب سوقاً يتقاطع فيه الترفيه والتقنية والسينما، لا تعود شركات الماضي فقط من باب الحنين، بل عبر مشاريع طموحة تلبي تطلعات جمهور متعدد الأجيال، و«سيغا»، التي كانت يوماً غريمة «نينتندو»، تبدو الآن أقرب من أي وقت مضى إلى استعادة مجدها، ولكن هذه المرة بوجه جديد، ووسائط متعددة، وجمهور أوسع.