الاحتياطي الفيدرالي أمام تحدٍ.. سوق العمل الأمريكية تنذر بمفاجآت قبل اجتماع تحديد الفائدة

أطلق أحد كبار مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تحذيراً علنياً من تدهور سوق العمل الأميركي، كتمهّيد للطريق لخفض وشيك في أسعار الفائدة. يؤكد التحذير، الذي أتى على لسان أحد أعضاء مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، كريستوفر والر، أن خلف عناوين «التوظيف القوي» تكمن سوق متباطئة أقرب إلى حالة جمود منها إلى نمو حقيقي.
ومع تحسن طفيف في معدلات التضخم، يواجه الفيدرالي تحدياً في قراءة المشهد، هل الأولوية لدعم سوق العمل؟ أم لمواصلة كبح التضخم؟
في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ، قال كريستوفر والر إن سوق العمل في القطاع الخاص «في وضع الترقب»، مشيراً إلى أن الشركات «لا توظف ولا تُسرّح، بل تراقب فقط»، وهو ما يعبّر عن حالة ركود في ديناميكية التوظيف.يوم الخميس، عبّر والر في فعالية اقتصادية في نيويورك عن دعمه لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في غضون أسبوعين، مبرراً ذلك بأن الرسوم الجمركية تسببت في «زيادة سعرية لمرة واحدة»، ورأى أن التأخير في خفض الفائدة إلى حين تدهور سوق العمل سيكون خطأ استراتيجياً.لكنه حذّر في المقابل من أن هذه الرسوم قد ترفع التضخم لاحقاً هذا العام، وأن الصورة ما تزال غير واضحة بسبب احتمال تغيرات مفاجئة في الاتفاقيات التجارية أو التصعيد الجيوسياسي.ورجّح أن تتحمّل آثار الرسوم كلاً من المستهلك الأميركي والموردين الأجانب والشركات المحلية، ما يعني أن العبء لن يكون أحادي الاتجاه.في تغريدة جديدة، جدّد الرئيس ترامب هجومه على رئيس الفيدرالي جيروم باول، قائلاً إن المجلس «لم يفعل شيئاً لإيقاف هذا الأحمق من التسبب بالأذى للناس»، وأضاف «المجلس يتحمّل جزءاً من المسؤولية!».مع استعداد لجنة السياسة النقدية للاجتماع لاحقاً هذا الشهر، يتجهز الفيدرالي لاتخاذ قرار حساس يعتمد على بيانات اللحظة، وكما قال والر «نحن نعيش في عالم يتطلب الاستجابة للبيانات الحية».وإذا ما استمرت بوادر الضعف في سوق العمل وتراجعت المخاوف التضخمية، فإن خفض أسعار الفائدة قد لا يكون خياراً، بل ضرورة لتفادي ركود محتمل.