الشرق الأوسط يتجاوز الركود.. ازدهار في الاستثمارات الجريئة خلال النصف الأول من 2025

الشرق الأوسط يتجاوز الركود.. ازدهار في الاستثمارات الجريئة خلال النصف الأول من 2025

فجّر الشرق الأوسط مفاجأة قوية في مشهد الاستثمار الجريء، مخالفاً بذلك التوجه العام للأسواق الناشئة، ففي النصف الأول من عام 2025، وبينما كانت معظم مناطق العالم تُبطئ من وتيرة ضخّ رأس المال المغامر، قفزت استثمارات الشرق الأوسط بنسبة 96 في المئة.
شهدت الأسواق الناشئة تراجعاً ملحوظاً في نشاط الاستثمار الجريء خلال السنوات الأخيرة بفعل الاضطرابات التجارية، وعودة الفيدرالي الأميركي لنهج التشديد النقدي، إضافة إلى المخاطر الجيوسياسية المتزايدة من أوكرانيا وحتى الشرق الأوسط.

وبحسب تقرير حديث صادر عن “ماغنيت”، تراجعت استثمارات رأس المال الجريء في الأسواق الناشئة بنسبة 7% خلال النصف الأول من عام 2025، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتسجّل نحو 3.98 مليار دولار.ويقف وراء هذا التراجع انكماش حاد في تمويل الشركات الناشئة في جنوب شرق آسيا بنسبة 42%، إلى جانب انخفاض كبير في الصفقات الضخمة (Mega Deals) بنسبة 32%.

الأداء حسب الدول والقطاعات

في المقابل، كانت منطقة الشرق الأوسط الاستثناء الوحيد، إذ تضاعفت الاستثمارات الجريئة تقريباً إلى 1.35 مليار دولار، وارتفع عدد الصفقات إلى 258، بدعم واضح من صناديق سيادية ومبادرات حكومية على رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر.استحوذت السعودية وحدها على 860 مليون دولار بارتفاع سنوي 116 في المئة، بينما قفزت الإمارات بـ84 في المئة لتسجل 447 مليون دولار، في حين نجحت قطر في اجتذاب 100 مليون دولار لصندوق رأس المال الجريء المدعوم من جهاز قطر للاستثمار.هذا الزخم لم يكن فقط نتيجة للأموال، بل للتنظيم والروية الاستراتيجية، فعلى هامش فعاليات مثل LEAP في الرياض وStep في دبي، أُعلن عن صفقات ضخمة تجاوزت 22 مليار دولار، معظمها في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات النظيفة، ما يرسخ موقع المنطقة كمحور تقني عالمي صاعد., وبالنظر للقطاعات الرائدة، فقد تصدر قطاع التكنولوجيا المالية (FinTech) المشهد كأكثر القطاعات جذباً للتمويل، مستحوذاً على 38 في المئة من إجمالي التمويل في المنطقة. تلته قطاعات التجارة الإلكترونية والبرمجيات المؤسسية، مع بروز صفقات كبرى مثل صفقة نينجا «Ninja» بقيمة 250 مليون دولار التي عززت مكانة قطاع التجزئة الرقمية.رغم تحسن التمويل في الربع الثاني مقارنة بالربع الأول، فإن المخاوف بشأن التضخم العالمي وأسعار الفائدة المرتفعة لا تزال تضغط على شهية المستثمرين، خصوصاً الدوليين، لكن الشرق الأوسط يبدو أنه وجد معادلة التوازن من رأس مال سيادي طويل الأمد، رؤية استراتيجية للقطاعات المستقبلية، وشهية محلية متزايدة للفرص الجريئة.إذا استمرت هذه الديناميكية، فقد يتحول الشرق الأوسط من «استثناء مؤقت» إلى «نموذج إقليمي» لنهضة استثمارية لا تخضع لمنطق التقلبات العالمية.