رئيسة هيئة البث العام الأمريكية: تقليص التمويل الفيدرالي أدى بنا إلى أزمة.

رئيسة هيئة البث العام الأمريكية: تقليص التمويل الفيدرالي أدى بنا إلى أزمة.

قالت بولا كيرغر، الرئيسة التنفيذية لهيئة البث العام (PBS) الأميركية الحكومية، أمس الخميس، إن محطات التلفزيون العامة “ستُجبر على اتخاذ قرارات صعبة في الأسابيع والأشهر المقبلة”، وذلك بعد أن أقر المشرعون قانوناً يلغي جميع التمويل الفيدرالي للشبكة وللإذاعة الوطنية العامة (NPR).من المُرجح أن تضطر محطات الإذاعة والتلفزيون إلى تسريح موظفيها وتقليص برامجها، كما ستضرر برامج الأطفال الشهيرة، وسيصل بث “حي دانيال تايجر” إلى عدد أقل من الجمهور، ولن يختفي بيغ بيرد، نجم برنامج “شارع سمسم”، لكن النظام المالي الذي دعمه لعقود سينتهي.

أقرّ مجلس النواب، المسيطر عليه من الجمهوريين، مشروع قانون خفض الإنفاق بعد منتصف ليل الجمعة بقليل.
وبمجرد أن يوقع الرئيس ترامب على مشروع القانون ليصبح قانوناً، سيتم إلغاء ميزانية هيئة البث العام لأول مرة منذ عام ١٩٦٧، عندما كانت محطات التلفزيون لا تزال تُبث بالأبيض والأسود.يُعدّ هذا نصراً طال انتظاره لترامب، الذي اتهم نشرات أخبار PBS وNPR بـ”التحيز” ضده.صرحت إذاعة NPR في بيان لها عقب تصويت مجلس النواب “لقد تعرضت خدمة شبكتنا الوطنية الليلة لانتكاسة كبيرة، لكن معاً، وبدعم من المستمعين في جميع أنحاء البلاد، سنعمل على إعادة بناء المنظومة”.يصعب التنبؤ بالآثار الدقيقة، إذ قد تُغطي جهات ممولة أخرى بعض هذه الثغرات، مع ذلك يقول مسؤولون تنفيذيون في وسائل الإعلام العامة إن بعض محطات البث الأصغر ستُجبر على التوقف عن البث في الأشهر والسنوات القادمة.ويعود ذلك إلى أن المحطات في المناطق الريفية والمجتمعات الأصغر حجماً تميل إلى الاعتماد بشكلٍ أكبر على الدعم الفيدرالي، أما المحطات في الأسواق الأكبر حجماً فعادةً ما تتوفر لديها مجموعةٌ أوسع من مصادر التمويل الأخرى، مثل تبرعات المشاهدين ودعم المؤسسات.ويقول المدافعون عن حقوق البث إن نظام الإعلام غير التجاري بأكمله سيصبح أضعف بدون الدعم الأساسي من دافعي الضرائب، ما سيؤدي إلى تغطية إخبارية محلية أقل.أكدت عضوتا مجلس الشيوخ الجمهوريتان اللتان صوّتتا ضد إلغاء التمويل، ليزا موركوفسكي وسوزان كولينز، تقديرهما لهذه الجوانب من الإعلام العام، حتى مع انتقادهما لـ”تحيز بعض برامج NPR”.مع ذلك، ركّز معظم الجمهوريين الآخرين على شكاوى التحيز أكثر من أي شيء آخر، وجادلوا بأن النظام بأكمله قد عفا عليه الزمن في عصر البث.احتفل ديفيد بوزيل، رئيس مركز أبحاث الإعلام، الذي شنّ حملة ضد الدعم الفيدرالي للبث العام لعقود، بهذا “القرار التاريخي” في منشور على منصة X “لقد أُنشئت PBS وNPR لتوفير إعلام موضوعي، لكن بدلاً من ذلك، حصلنا على تغطية إعلامية مكثفة للديمقراطيين، وصمت أو تشويه إزاء آراء المحافظين”.

شريان حياة

صرحت كاثرين ماهر، الرئيسة التنفيذية لإذاعة NPR، في بيان “يقول ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة أميركيين إنهم يعتمدون على محطاتهم الإذاعية العامة للحصول على التنبيهات والأخبار من أجل سلامتهم العامة”، معتبرةً أن NPR “شريان حياة”.في وقت مبكر من صباح الخميس، جادلت “محطات التلفزيون العامة الأميركية”، وهي جماعة مناصرة للمحطات، بأن إلغاء التمويل “يتحدى إرادة الشعب الأميركي”، مستشهدةً باستطلاعات الرأي وحقيقة أن الكونغرس خصص بالفعل الجولة التالية من التمويل في وقت سابق من هذا العام.في عام ١٩٦٧، عندما أنشأ الكونغرس مؤسسات البث العام، أعلن أن هيئات التلفزيون والإذاعة غير التجاريين “للأغراض التعليمية والثقافية” تصب في المصلحة العامة، لتظهر لاحقاً برامج شهيرة مثل “شارع سمسم” و”عرض التحف”.استمر نظام الإعلام العام في التمتع بدعم المشرعين من الحزبين لسنوات عديدة، وتجاهل الكونغرس مقترحات الرؤساء الجمهوريين السابقين لخفض ميزانيتي هيئة البث العام (PBS) والإذاعة الوطنية العامة (NPR).لكن ترامب أثبت أنه أكثر حزماً.تباهى ترامب في منشور على موقع “تروث سوشيال” الشهر الماضي قائلاً “لعقود، وعد الجمهوريون بخفض تمويل الإذاعة الوطنية العامة، لكنهم لم يفعلوا ذلك قط، حتى الآن”.

الاستعداد

سيبدأ التمويل، الذي يقارب 1.1 مليار دولار، والمخصص للعامين المقبلين، بالنضوب مع حلول الخريف، لكن بعض المحطات المحلية بدأت بالفعل بإجراء تغييرات.في نيويورك، أعلنت الشركة المشغلة لمحطة WNYC الإذاعية والتلفزيونية الرائدة على NPR، يوم الأربعاء، أن رئيسها التنفيذي، لافونتين أوليفر، سيركز على “نماذج تمويل جديدة” وسيسعى لإيجاد دعم مالي من مصادر أخرى غير فيدرالية.وفي سان فرانسيسكو، أعلنت شبكة KQED الإذاعية والتلفزيونية عن تسريح نحو 15 في المئة من موظفيها، مشيرةً إلى حالة عدم اليقين المالي.قالت بولا كيرغر “على الرغم من الانتكاسة التي تعرضنا لها اليوم، فإننا عازمون على مواصلة النضال للحفاظ على الخدمات الأساسية التي نقدمها للشعب الأميركي”.(CNN)