ضرائب على المتع.. من أجل الصحة

في زمنٍ تتقلّص فيه ميزانيات المساعدات، وتتزايد فيه أعباء الديون، تفتح منظمة الصحة العالمية جبهة جديدة… لكن هذه المرة ليس ضد فيروس أو وباء، بل ضد الثلاثي المدمر للصحة العامة: السكر، الكحول، والتبغ.
لماذا هذا القرار الآن؟
الأزمة المالية العالمية التي أجبرت العديد من الدول، خاصة ذات الدخل المنخفض والمتوسط، على البحث عن مصادر تمويل جديدة لتعزيز أنظمتها الصحية.وفي هذا السياق، صرّح الدكتور جيريمي فارار، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، قائلاً: «الضرائب الصحية هي واحدة من أكثر الأدوات فاعلية لدينا… وحان وقت العمل».ليس فقط للردع… بل لجمع تريليون دولارالمنظمة أوضحت أن التجارب السابقة في دول مثل جنوب إفريقيا وكولومبيا أظهرت نجاحاً كبيراً في تقليل استهلاك هذه المنتجات بعد فرض الضرائب، ووفقاً لتقديراتها، فإن المبادرة الجديدة قد تجمع ما يصل إلى تريليون دولار بحلول عام 2035.الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، علّق قائلاً: «الضرائب على هذه المنتجات يمكن أن تساعد الحكومات على التكيّف مع الواقع الجديد وتعزيز أنظمتها الصحية».موقف سياسي لافتاللافت أن الولايات المتحدة تغيّبت عن مؤتمر إشبيلية، في وقت تتجه فيه واشنطن لتقليص تمويلها للمنظمة، وربما الانسحاب منها، حسب تقارير متعددة، وهو ما يضع تحديات إضافية أمام الجهود الأممية لتأمين التمويل المطلوب للتنمية والصحة.هل تصبح «الضريبة الصحية» عادة عالمية؟رغم أن منظمة الصحة العالمية كانت تدعو منذ سنوات إلى فرض ضرائب على التبغ، ثم الكحوليات، ثم المشروبات المحلاة، فإن هذه هي المرة الأولى التي تدمج فيها المنتجات الثلاثة في مبادرة واحدة، وبنسبة رفع محددة.فهل تنجح هذه الضربة المالية في تغيير سلوك المستهلكين؟ وهل تدخل الضرائب الصحية عصرها الذهبي؟الأيام المقبلة ستكشف إن كان المستهلك سيكتفي بـ«التحلية النفسية» بدلاً من مشروب سكّري باهظ الثمن!