أفلام الرعب تحقق ارتفاعًا ملحوظًا في الإيرادات وت revitalizes شباك تذاكر هوليوود

في وقت فقد فيه الجمهور شغفه بالأبطال الخارقين والتكملات وإعادة الإنتاج، برزت أفلام الرعب كمنقذ غير متوقع لصناعة الترفيه، وفقاً لما يقوله قدامى العاملين في المجال.وتشكل أفلام الرعب هذا العام 17 في المئة من إجمالي مبيعات التذاكر في أميركا الشمالية، مقارنة بـ11 في المئة في 2024، و4 في المئة فقط قبل عشر سنوات، بحسب بيانات شركة “كومسكور” التي جُمعت حصرياً لـ”رويترز”.
الرهان على الرعب لملء الفراغ في السوق
يقول المنتجون والمديرون التنفيذيون وأصحاب دور السينما إن الرعب شكّل دائماً وسيلة آمنة لمعالجة القلق المجتمعي، ولا ينقصهم اليوم ما يستندون إليه من تبعات جائحة عالمية، إلى الخوف من الذكاء الاصطناعي، وفقدان السيطرة على الجسد، وعودة العنصرية.وقال ستيفن فولووز، محلل بيانات أفلام ومؤلف تقرير أفلام الرعب إن الرعب يُشعر الناس بالتنفيس، بالعاطفة، ويمنحهم نهاية، وهذه الأفلام تتيح مساحة للتعامل مع أشياء يصعب مواجهتها في الحياة اليومية.حرية إبداعية في إنتاج منخفض التكاليفتمنح تكلفة الإنتاج المنخفضة في هذا النوع من الأفلام صناع السينما حرية التجريب، على عكس الأفلام الضخمة عالية المخاطر مثل المهمة المستحيلة، الحساب الأخير. واجتذب هذا المناخ الإبداعي مخرجين بارزين مثل رايان كوجلر، جوردان بيل، داني بويل وغييرمو ديل تورو.قال بول ديرغارابيديان، كبير محللي الوسائط في “كومسكور”: أفلام الرعب حلم لأي محاسب، وإذا أردت صناعة فيلم خيال علمي في الفضاء، لا يمكنك فعل ذلك بميزانية بسيطة، لكن فيلم رعب بميزانية متواضعة مثل “Weapons” يمكنه أن يكون مرعباً للغاية. الرعب يعيد الناس إلى مقاعد السينما بعد الجائحةلا تزال دور السينما تتعافى من آثار جائحة كوفيد-19 التي عطّلت عادة الذهاب إلى السينما وزادت من الاعتماد على المشاهدة المنزلية.وقال مايك دي لوكا، الرئيس المشارك لمجموعة وورنر براذرز موشن بيكتشر التي أصدرت “الخطاة”، إن الرعب هو النوع الوحيد القادر على دفع الناس للخروج من منازلهم. وأضاف أنه مدّ متصاعد يرفع جميع القوارب، نحاول ببساطة استعادة عادة الذهاب إلى السينما.نجاحات الرعب تتخطى الحدود الجغرافيةلا يعرف الرعب حدوداً، فنصف أفلام الرعب الصادرة عن موزعين أميركيين العام الماضي حققت 50 في المئة أو أكثر من إيراداتها خارج الولايات المتحدة، بحسب “أمبير أناليسيس” في لندن.وحقق الفيلم العالمي البارز “المادة” (The Substance) أكثر من 77 مليون دولار، 80 في المئة منها من خارج أميركا. منصات البث تستثمر في رعب الشاشات الصغيرة حقق مسلسل الرعب “ذا ووكينغ ديد” من إنتاج AMC شعبية جارفة على نتفليكس عام 2023، مع 1.3 مليار ساعة مشاهدة بحسب تقرير التفاعل الخاص بالمنصة.ويستعد المخرج غييرمو ديل تورو لإطلاق فيلم مقتبس عن رواية “فرانكنشتاين” للكاتبة ماري شيلي في نوفمبر. موعد رومانسي في قاعة مظلمةتُعد أفلام الرعب مثالية لمشاهدتها في قاعات السينما، حيث تُضخّم الأجواء من التأثير العاطفي. قال جيسون بلوم، الرئيس التنفيذي لشركة “بلوم هاوس” ومنتج أفلام مثل “هالوين” وأنشطة خارقة، ما لا يمكنك فعله في المنزل هو الجلوس في غرفة مظلمة مع مئة شخص آخر دون هاتفك، لا يمكنك الشعور بالخوف الحقيقي وأنت تشاهد فيلم رعب في المنزل”.الرعب ينافس عمالقة هوليوود ويكسب الرهانلا تزال الأفلام الضخمة المعروفة باسم “الدعائم الأساسية” مثل “كابتن أميركا: عالم جديد شجاع” و”فيلم ماينكرافت” تشكل شريان حياة دور العرض، وقد أزاحت تدريجياً الكوميديا الرومانسية والدراما ذات الميزانيات المتوسطة من على الشاشات.زحف هادئ لكنه قوي.. الرعب يواصل اكتساب الزخموسط هذا المشهد، واصلت أفلام الرعب كسب الزخم بهدوء، فقد تجاوز هذا النوع حاجز المليار دولار في شباك التذاكر في الولايات المتحدة وكندا لأول مرة عام 2017، بحسب ما أفادت به شركة “كومسكور”.ووفقاً لتحليل شركة “أمبير”، فقد ارتفع عدد إعلانات أفلام الرعب الجديدة من المنتجين الأميركيين كل عام على مدى السنوات الثلاث الماضية، حتى في عام 2023 الذي شهد إضرابات هوليوود وأثر بشكل كبير على الإنتاج.إنتاج أفلام الرعب يقفز بنسبة 21% خلال عام واحدوأظهرت بيانات “أمبير” أن عدد أفلام الرعب الأميركية التي دخلت مرحلة الإنتاج العام الماضي ارتفع بنسبة 21 في المئة مقارنة بعام 2023.وكتبت الباحثة أليس ثورب في تقرير لشركة “أمبير”: بينما واجهت أفلام الفن المستقل وحتى بعض سلاسل الأبطال الخارقين نتائج متفاوتة في شباك التذاكر العالمي بعد الجائحة، لا يزال الرعب من الأنواع الأساسية التي يحرص الجمهور على مشاهدتها في دور السينما.وكشفت استطلاعاتها أن الرعب هو النوع المفضل لدى ثلثي مرتادي السينما من الفئة العمرية بين 18 و24 عاماً.المراهقون يقودون الطلب على الرعب في صالات السينماقال مايك دي لوكا من وورنر براذرز في كل مرة يبدأ المراهق في اصطحاب شريك لموعد في السينما، يزداد شعبية أفلام الرعب بسرعة. وأضاف أنها تجربة مثالية للمواعدة، إذ تتيح لكما التقارب والتفاعل والصراخ والضحك معاً. وكان الرعب دائماً جزءاً من صناعة السينما منذ بداياتها، حيث صوّر توماس إديسون فيلم “فرانكنشتاين” باستخدام كاميرته “كينيتوغراف” عام 1910. الرعب لم يحظَ بالاحترام في بدايتهقال المحلل ستيفن فولووز إنه في النصف الأول من القرن العشرين، كان يُنظر إلى الرعب على أنه مجرد عرض غريب. وبدأت النظرة تتغير مع النجاح النقدي والتجاري لأفلام مثل “سايكو” (Psycho)، و”طارد الأرواح” (The Exorcist)، و”البريق” (The Shining).وأطلق المخرج ستيفن سبيلبرغ عصر أفلام الصيف الضخمة عام 1975 من خلال فيلم “الفك المفترس” (Jaws)، الذي أعاد تعريف فيلم الوحش الكلاسيكي.الرعب يدخل سباق الأوسكارفي السنوات الأخيرة، أصبح للرعب حضور متزايد في جوائز الأوسكار.فقد حصد جوردان بيل جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو أصلي عام 2018 عن فيلم “اخرج”، بينما حصلت ديمي مور على أول ترشيح لها للأوسكار هذا العام عن دورها في فيلم “المادة” (The Substance)، حيث جسّدت نجمة هوليوودية متقدمة في السن تفعل أي شيء للحفاظ على جمالها.