البرازيل تستضيف قمة «بريكس» في ظل تباينات حول الشرق الأوسط والدولار

البرازيل تستضيف قمة «بريكس» في ظل تباينات حول الشرق الأوسط والدولار

تستضيف مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية قمة مجموعة «بريكس» يومي الأحد والاثنين، بمشاركة قادة وممثلين عن 11 دولة ناشئة، في وقت تتزايد فيه التحديات الجيوسياسية والاقتصادية على الساحة الدولية، وسط تباين في المواقف حيال قضايا محورية كالحرب في الشرق الأوسط وهيمنة الدولار.
ملفات ساخنة على طاولة النقاش

وقالت مارتا فرنانديز، مديرة مركز سياسات بريكس في جامعة ريو دي جانيرو، لوكالة فرانس برس: «نتوقع قمة تتسم بالحذر.. من المرجح أن يتم تجنب ذكر الولايات المتحدة بالاسم في البيان الختامي»، وأضافت أن الصين، مثلاً، تتبنى موقفاً متحفظاً إزاء الصراع في الشرق الأوسط، وتسعى لتفادي مواجهة مباشرة مع واشنطن.وفي هذا السياق، أوضح أوليفر ستونكل، أستاذ العلاقات الدولية في مؤسسة «جيتوليو فارغاس»، أن تباين مصالح دول «بريكس» يحول دون إصدار بيان مشترك قوي بشأن الحرب في غزة، إلا أن البرازيل تأمل في التوصل إلى صياغات توافقية تتيح تعزيز التنسيق المستقبلي حول مثل هذه القضايا.تعددية الأطراف.. تحت الاختباريسعى أعضاء «بريكس» إلى تعزيز التنسيق بشأن القضايا العالمية، مثل التغير المناخي، استعداداً لمؤتمر المناخ العالمي «كوب 30» الذي ستستضيفه البرازيل عام 2030، إضافة إلى دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وإصلاح النظام المالي العالمي.غير أن بعض الملفات لا تزال شائكة، أبرزها مسألة تقليص الاعتماد على الدولار الأميركي في التبادلات التجارية، حيث تصف فرنانديز هذه النقاشات بأنها «شبه محظورة» داخل المجموعة، خصوصاً في ظل تهديدات ترامب الأخيرة.من جانبه، قال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا إن المجموعة «أظهرت مرونة تاريخية في التنسيق بشأن القضايا الدولية، ولا شيء يمنعها من لعب دور فاعل أيضاً في قضايا الشرق الأوسط».توسع «بريكس» وتحديات الإجماعمنذ توسعها في عام 2023، بانضمام دول جديدة، تواجه «بريكس» تحديات في الوصول إلى مواقف موحدة، نظراً لتنوع الخلفيات الجيوسياسية والاقتصادية لأعضائها، وتشير فرنانديز إلى أن هذا التوسع «جعل بناء التوافق داخل المجموعة أكثر تعقيداً».وتأسست «بريكس» في عام 2009 كتحالف بديل للقوى الاقتصادية الغربية، وتسعى اليوم لتعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدالة، لكن الطريق لتحقيق ذلك ما زال محفوفاً بالتناقضات والصراعات بين المصالح الوطنية لأعضائها.