شركتان صينيتان تسعيان لجمع 1.7 مليار دولار في ظل تأثير رسوم ترامب على زيادة الطلب المحلي

تسعى شركتان صينيتان ناشئتان في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي إلى جمع 12 مليار يوان (ما يعادل 1.7 مليار دولار) في طرحين عامين أوليين، على أمل أن تعزّز القيود الأميركية على مبيعات الرقائق المتقدمة إلى الصين الطلب المحلي على منتجاتهما، وفقاً لوثائقهما.
وتؤكد خططهما لجمع التمويل الجهود المتزايدة التي تبذلها شركات صناعة الرقائق الصينية للاستفادة من سعي بكين لتطوير شركات محلية رائدة في وحدات معالجة الرسومات، والتي تُعدّ بالغة الأهمية لتطوير الذكاء الاصطناعي.
وأفادت رويترز الأسبوع الماضي بأن شركة بيرين تكنولوجي، وهي شركة صينية أخرى لصناعة رقائق الذكاء الاصطناعي، جمعت نحو 1.5 مليار يوان من التمويل الجديد، وتستعد لطرح عام أولي في هونغ كونغ. وأصبح تطوير شركات محلية رائدة في مجال الرقائق الإلكترونية أمراً مُلحاً بشكلٍ متزايد بالنسبة لبكين، في ظل تشديد الولايات المتحدة قيود التصدير، حيث طُبقت أحدث القواعد في أبريل نيسان التي تحظر شحن رقائق إتش 2 أو من شركة إنفيديا، إحدى أشهر رقائقها، إلى الصين.كما فرضت الولايات المتحدة قيودا منذ العام الماضي تمنع مصممي رقائق الذكاء الاصطناعي الصينيين من الوصول إلى مصانع عالمية متقدمة مثل شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، ما يفتح آفاقاً جديدة لإنتاج أشباه الموصلات المتطورة.وأشارت كلٌّ من شركتي مور ثريدز وميتاكس إلى العقوبات الأميركية كخطر كبير على تطورهما، لكنهما أكدتا أيضاً أن القيود قد تخلق فرصاً سوقية كبيرة.وقالت مور ثريدز: «القيود الأميركية على صادرات وحدات معالجة الرسومات عالية الأداء إلى الصين تدفع الشركات الصينية إلى تسريع عمليات الاستبدال المحلية».وقد أُضيفت الشركة إلى قائمة الكيانات الأميركية في أواخر عام 2023، وهي ممنوعة من الشراكة مع شركة تي إس إم سي. قالت شركة ميتاكس إن «الضغوط الجيوسياسية تُجبر العملاء المحليين المعنيين على استخدام منتجات وحدات معالجة الرسومات المنتجة محلياً، ما سيساعد مُصنّعي وحدات معالجة الرسومات المحليين على بناء علاقات أوثق مع العملاء والموردين المحليين».تصمم الشركتان وحدات معالجة الرسومات لمنافسة منتجات إنفيديا، وقد أعلنتا خسائر فادحة خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي عزّتاها بشكل كبير إلى الإنفاق الضخم على البحث والتطوير.حققت شركة مور ثريدز إيرادات بلغت 438 مليون يوان عام 2024، لكنها سجّلت خسارة قدرها 1.49 مليار يوان، مضافاً إليها خسائر بلغت 1.67 مليار يوان في عامي 2023 و2022 و1.84 مليار يوان.وحققت ميتاكس إيرادات عام 2024 بلغت 743 مليون يوان مقابل خسارة قدرها 1.4 مليار يوان، بعد خسائر بلغت 871 مليون يوان في عامي 2023 و2022 و777 مليون يوان.وقال هي هوي، مدير أبحاث أشباه الموصلات في شركة أومديا: «تُعتبر مور ثريدز وميتااكس من الشركات الرائدة في مجال وحدات معالجة الرسومات في الصين، وسيكون الوصول إلى سوق رأس المال الصيني أمراً بالغ الأهمية لمواصلة أبحاثهما وتطويرهما».وأضاف أن سعي الصين لتحقيق اكتفاء ذاتي أكبر في الرقائق سيساعد شركات وحدات معالجة الرسومات المحلية على تحقيق وفورات الحجم، وهو أمر بالغ الأهمية لزيادة الإيرادات والأرباح، تأسست الشركتان عام 2020 على يد مسؤولين تنفيذيين عملوا سابقاً في كبرى شركات الرقائق الأميركية.تأسست شركة ميتاكس على يد موظفين سابقين في إيه إم دي، بمن فيهم رئيس مجلس الإدارة تشين ويليانغ، الذي شغل سابقاً منصب الرئيس العالمي لتصميم خط منتجات وحدات معالجة الرسومات لدى شركة صناعة الرقائق الأميركية.تتنافس الشركتان مع قائمة متنامية من المنافسين المحليين، بما في ذلك هواوي وكامبريكون وهيجون وشركات ناشئة أخرى.(رويترز)