تراجع أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة عقب فترة من الطقس المعتدل

تراجع أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة عقب فترة من الطقس المعتدل

تحت تأثير موجة طقس أكثر اعتدالاً مما كان متوقعاً، تهاوت أسعار الغاز الطبيعي الأميركي بأكثر من 7 في المئة مع نهاية تعاملات الاثنين، في أسوأ أداء ربعي للسلعة منذ يناير كانون الثاني 2024، ما أنهى سلسلة من المكاسب استمرت أربعة فصول متتالية.
جاء الانخفاض وسط ضعف في الطلب على التدفئة والتبريد، ما أتاح زيادات أكبر من المتوقع في حجم الغاز المخزّن، وهو ما أشار إليه نائب رئيس الطاقة في شركة ستون أكس StoneX توماس سال قائلاً إن السوق أصبحت «مشبعة نسبياً» وإن الحقن القوي في المخزون كشف عن «فائض في الإمدادات».

ذروة الاستهلاك لم تأتِ بعد

أشارت بيانات شركة مجموعة بورصة لندن إلى ارتفاع متوسط الإنتاج في الولايات الأميركية الثماني والأربعين السفلى إلى 105.9 مليار قدم مكعبة يومياً في يونيو حزيران، مقابل 105.2 مليار قدم في مايو أيار، رغم أنه لا يزال دون الذروة المسجلة في مارس عند 106.3 مليار قدم، بسبب عمليات صيانة خطوط الأنابيب الموسمية.كما انخفض متوسط تدفقات الغاز إلى مصانع تصدير الغاز المسال الأميركية إلى 14.3 مليار قدم مكعبة يومياً في يونيو حزيران، من 15 مليار قدم في مايو، وأقل من الذروة القياسية البالغة 16 مليار قدم في أبريل نيسان.على صعيد الاستهلاك، توقعت مجموعة بورصة لندن أن ينخفض الطلب المحلي، بما يشمل التصدير، بشكل طفيف إلى 105 مليارات قدم مكعبة يومياً الأسبوع المقبل، مقارنة بـ105.4 مليار هذا الأسبوع.ومع توقع 199 «درجة إجمالية حرارية» للأسبوعين المقبلين، مقابل 234 كانت متوقعة الجمعة الماضية، فإن بيانات التبريد والتدفئة تشير إلى استمرار الأجواء المعتدلة.

نظرة إلى الأمام.. أنابيب وسياسات

ورغم هذا التباطؤ الآني، فإن الشركات الأميركية تنظر بإيجابية إلى خطط توسعة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي، خصوصاً في مناطق أبالاتشيا (بنسلفانيا وأوهايو وفرجينيا الغربية)، مدفوعة بسياسات الرئيس دونالد ترامب الداعمة للوقود الأحفوري، وتوقعات بزيادة الطلب على الغاز خلال السنوات المقبلة.من المثير أن الولايات المتحدة، رغم كونها أكبر منتج ومصدّر للغاز في العالم، لا تزال مناطق واسعة من شمال شرقها غير موصولة بشبكات الغاز، ما يجبر السكان على استخدام زيت التدفئة مرتفع الكلفة.بينما تتراكم المخزونات وتنتظر السوق موجة حرارة شاملة تحيي الطلب، يبقى الغاز الأميركي رهينة لمعادلة معقّدة: إمدادات وفيرة، استهلاك مؤجّل، وسياسات تضعف الثقة أحياناً وتنعش الآمال أحياناً أخرى.