الفجوة الرقمية: كيف يعزز الذكاء الاصطناعي الفروق الاقتصادية العالمية

يُعدّ الذكاء الاصطناعي مُهيأً لتحويل الصناعات، إلا أن قدرته على تفاقم التفاوتات الاقتصادية القائمة على نطاق عالمي تُشكّل مصدر قلق متزايد.سأحاول في هذه المقالة تلخيص العوامل المُساهمة في هذا الخطر:
1- تركيز الفوائد في الدول المُتقدمة:
الريادة التكنولوجية: غالباً ما تمتلك الدول المُتقدمة بنية تحتية تكنولوجية مُتقدمة، وعمالة ماهرة، وأنظمة بحثية متينة، ما يُمكّنها من تطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي بسهولة أكبر.الميزة الاقتصادية: يُمكن أن يُؤدي هذا إلى تركيز الفوائد الاقتصادية، بما في ذلك زيادة الإنتاجية، وخلق فرص العمل في القطاعات ذات المهارات العالية، وتعزيز القدرة التنافسية، ما يُوسّع الفجوة مع الدول النامية.2- الأتمتة ونزوح الوظائف في الدول النامية:ضعف الصناعات كثيفة العمالة: غالباً ما تعتمد الدول النامية على الصناعات كثيفة العمالة، مثل التصنيع والزراعة، وهي عُرضة بشكل خاص للأتمتة من خلال الذكاء الاصطناعي.نقص المهارات والبنية التحتية: إن نقص التدريب على المهارات والبنية التحتية الكافية في البلدان النامية قد يعوق قدرتها على التكيف مع هذه التغييرات، ما يؤدي إلى فقدان الوظائف وزيادة البطالة.3- عدم تناسق البيانات والتحيز:جمع البيانات واستخدامها: تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على كميات هائلة من البيانات، ومن المرجح أن تستفيد البلدان التي تتمتع بقدرات أفضل على جمع البيانات وإدارتها من الرؤى والكفاءات التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي.التحيز الخوارزمي: يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تُديم وتُضخم التحيزات القائمة في البيانات والمعلومات، ما يؤدي إلى نتائج تمييزية في مجالات مثل التوظيف والإقراض وتخصيص الموارد، ما يؤثر بشكل غير متناسب على الفئات المهمشة في المجتمع.4- الملكية الفكرية والملكية:تركيز حقوق الملكية الفكرية: غالباً ما تتركز حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في البلدان المتقدمة، ما يحد من الوصول إليها ويعوق الابتكار في الدول النامية.عدم تكافؤ القدرة التفاوضية: قد تفتقر الدول النامية إلى القدرة التفاوضية اللازمة للتفاوض على شروط مواتية للوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها، ما يزيد من تفاقم أوجه عدم المساواة. 5- الفجوة الرقمية وسهولة الوصول إلى التكنولوجيا:عدم تكافؤ الوصول إلى البنية التحتية: تُؤدي التفاوتات في الوصول إلى الاتصال بالإنترنت، وقوة الحوسبة، والمعرفة الرقمية إلى فجوة رقمية تحد من قدرة الدول النامية على المشاركة في ثورة الذكاء الاصطناعي.معوقات القدرة على تحمل التكاليف والتبني:يمكن أن تمنع التكاليف المرتفعة وغيرها من المعوقات التي تحول دون التبني الأفراد والشركات في الدول النامية من الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها.6- الأطر السياسية والتنظيمية:غياب سياسات قابلة للتكيف: تفتقر العديد من الدول النامية إلى أطر سياسية وتنظيمية شاملة لتنظيم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ونشرها، وقد يؤدي ذلك إلى مخاوف أخلاقية، وقضايا تتعلق بخصوصية البيانات، ومنافسة غير عادلة.محدودية القدرة على التنفيذ: غالباً ما تفتقر الدول النامية إلى القدرة على إنفاذ اللوائح وحماية مصالحها في مواجهة الشركات متعددة الجنسيات القوية والدول المتقدمة تكنولوجياً…استراتيجيات الحد من الآثار السلبية:لمواجهة هذه التحديات وضمان استفادة جميع الدول والشعوب من الذكاء الاصطناعي، تُعد الاستراتيجيات التالية أساسية:الاستثمار في التعليم والتدريب على المهارات: إعطاء الأولوية للتعليم والتدريب على المهارات في المجالات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وخاصة في الدول النامية، لإعداد القوى العاملة لمستقبل العمل.تشجيع الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر: تشجيع تطوير وتبادل تقنيات الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر لتقليل عوائق الوصول إليها وتشجيع الابتكار في الدول النامية.تطوير أطر أخلاقية للذكاء الاصطناعي: وضع مبادئ توجيهية ومعايير أخلاقية لتطوير الذكاء الاصطناعي ونشره لمنع التحيز والتمييز.تعزيز التعاون الدولي: تعزيز التعاون بين الدول المتقدمة والنامية لتعزيز تبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات.سد الفجوة الرقمية: الاستثمار في البنية التحتية والسياسات لتوسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت ومحو الأمية الرقمية في المجتمعات المحرومة.ومن خلال معالجة هذه القضايا بشكل استباقي، من الممكن توجيه ثورة الذكاء الاصطناعي نحو مسار يقلل من التفاوت الاقتصادي العالمي، بدلاً من تضخيمه.تم إعداد هذه المقالة لصالح CNN الاقتصادية، والآراء الواردة فيها تمثّل آراء الكاتب فقط ولا تعكس أو تمثّل بأي شكل من الأشكال آراء أو وجهات نظر أو مواقف شبكة CNN الاقتصادية.