الصين تقترب من تحقيق الاستقلال الطاقي الكامل، وروسيا تتنبأ بأن تصبح مُصدّرًا رئيسيًا للطاقة.

تسعى الصين إلى تحقيق استقلال تام في مجال الطاقة، وقد تصبح في المستقبل المنظور مُصدّراً رئيسياً للطاقة، حسب الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت إيغور سيتشين، أحد أكثر الشخصيات نفوذاً في قطاع الطاقة الروسي.
وفي حديثه في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، قال سيتشين إن الصين تُمثّل ثلث الاستثمار العالمي في قطاع الطاقة، وتعمل على زيادة قدرتها على توليد الطاقة المتجددة، وهي الآن من رواد الطاقة النووية.
قال سيتشين في خطابٍ استلهم فيه من الأساطير اليونانية وفكر نيكولو مكيافيلي: «الصين، التي ضمنت بالفعل أمنها الطاقي، تتقدم بثقة نحو استقلالها التام في مجال الطاقة، مُشكّلةً توازناً مستقراً للطاقة يعتمد على مواردها الخاصة».وتابع: «لا شك، مع الأخذ في الاعتبار مثابرة واحترافية رفاقنا الصينيين، أنهم سيحققون في المستقبل المنظور النتيجة المرجوة، والتي ستُحوّل الصين من مستورد لموارد الطاقة إلى مُصدّر رئيسي لها».تُعدّ الصين حالياً أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، ومستورداً رئيسياً للغاز الطبيعي، أما روسيا، فهي ثاني أكبر مُصدّر للنفط في العالم، وتمتلك أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم.سيتشين، الذي عمل إلى جانب فلاديمير بوتين في العاصمة الإمبراطورية السابقة سانت بطرسبرغ، ثم في عهد رئيس الكرملين، يُدير شركة روسنفت منذ عام 2012.تُمثّل روسنفت نحو 40 بالمئة من إنتاج النفط الروسي، و14 بالمئة من إنتاج الغاز في البلاد، و32 بالمئة من سوق التكرير، كما أنها أكبر مُصدّر روسي للنفط إلى الصين.قال سيتشين إن قرار أوبك+ بتسريع زيادة الإنتاج يبدو الآن بعيد النظر ومبرراً في ضوء المواجهة بين إسرائيل وإيران، وأضاف أن مجموعة أوبك+ قد تُقدّم زياداتها في الإنتاج بنحو عام عن الخطة الأولية.ولفت الانتباه إلى تراكم الديون الأميركية الهائل، مُحذّراً من أن القوى العظمى، من إسبانيا هابسبورغ وفرنسا ما قبل الثورة إلى الإمبراطورية العثمانية وبريطانيا، قد تراجعت بسبب ارتفاع مستويات الدين العام.وأضاف سيتشين أن توسع المجمع الصناعي العسكري الغربي يُحوّل موارد هائلة بعيداً عن القطاعات الإنتاجية، ومن غير المرجح أن يكون حلاً سحرياً للمشكلات في أوروبا أو الولايات المتحدة، وتابع: «هناك دائماً حل غير متكافئ».لكن تركيزه انصبّ على دور الصين، مُعطياً مثالاً على كيف أدى نمو مبيعات السيارات الكهربائية إلى تباطؤ كبير في الطلب على وقود السيارات خلال العام الماضي. قال سيتشين: «إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يكون له تأثير عكسي كبير على توازن سوق النفط». وأضاف أن جزءاً مهماً من استراتيجية الصين لتقليل الاعتماد على واردات الطاقة يتمثل في تحويل الفحم إلى وقود صناعي ومنتجات كيميائية. وأوضح أن نحو 40 مليون طن من الفحم يُستخدم لإنتاج الوقود الصناعي، وأكثر من 260 مليون طن لإنتاج الأمونيا والميثانول.