نهاية أسبوع مضطرب في الأسواق العالمية مع توقعات مشوبة بالقلق من التوترات الجيوسياسية

أنهت الأسواق العالمية أسبوعها على تباين حاد، وسط حالة من القلق والترقب التي سيطرت على المستثمرين، بفعل التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط وتريث الولايات المتحدة في الرد العسكري المباشر على خلفية النزاع بين إسرائيل وإيران، فقد أغلقت مؤشرات وول ستريت الرئيسية على انخفاض، بينما تراجعت أسعار النفط، في وقت تواصل فيه واشنطن الضغط على طهران عبر العقوبات بدلاً من التحرك العسكري الفوري.
تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.21%، وهبط مؤشر ناسداك بنسبة 0.49%، بينما ارتفع مؤشر داو جونز بـ38.47 نقطة أو ما يعادل 0.09% ليصل إلى 42,210.13 نقطة، وكانت جلسة الجمعة قد بدأت بمكاسب، إلا أن الأسواق تقلبت بين الصعود والهبوط مع استمرار الغموض السياسي والعسكري.أسواق الطاقة
وفي أسواق الطاقة، انخفضت عقود خام برنت بنسبة 2.3% لتستقر عند 77.01 دولار للبرميل، رغم أنها سجلت مكاسب أسبوعية بلغت 3.6%. أما خام غرب تكساس الوسيط الذي لم يُسجّل يوم الخميس بسبب عطلة أميركية، فاختتم الأسبوع على تراجع بنسبة 0.28% إلى 74.93 دولار، محققاً ارتفاعاً أسبوعياً بنسبة 2.7%.وقال ريك ميكلر من شركة «تشيري لاين إنفستمنتس»: «المستثمرون قلقون من الدخول بقوة إلى السوق في نهاية أسبوع حافل بالأحداث، خصوصاً في ظل احتمال تفاقم الوضع خلال عطلة نهاية الأسبوع».في المقابل، أصدرت وزارة التجارة الأميركية بياناً قالت فيه إن العقوبات الجديدة تستهدف تحقيق «عدالة وتكافؤ في الإجراءات»، في وقت يستبعد فيه محللون أن ينتهي التصعيد دون تأثير مباشر على أسواق الطاقة وسلاسل التوريد العالمية.وتستهدف العقوبات الأميركية الجديدة كيانات وأفراداً وسفناً تقدم معدات دفاعية لإيران، واعتُبرت مؤشراً على نهج دبلوماسي تتبعه إدارة ترامب.لكن المحلل في «PVM»، جون إيفانز، حذر قائلاً: «طالما أن إيران وإسرائيل تتبادلان الضربات، فإن خطر حدوث تصعيد غير مقصود يطال البنية التحتية النفطية يبقى قائماً».ودعت وزراء خارجية أوروبا إيران إلى الانخراط مجدداً في الحوار مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، وذلك بعد محادثات رفيعة المستوى في جنيف حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد، والتي انتهت دون تقدم ملموس.أسواق العالموأنهت البورصات الأوروبية الرئيسية جلساتها على ارتفاع طفيف، مقتفية أثر المكاسب التي حققتها الأسواق الآسيوية، وتراجع مؤشر MSCI للأسهم العالمية بنسبة 0.01% في تداولات اليوم.وكانت أسواق آسيا قد تلقت دفعة من مكاسب مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ ومؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية، بدعم من حزمة التحفيز الاقتصادي التي أعلنها الرئيس الكوري الجديد لي جاي ميونغ.الاحتياطي الفيدرالي منقسم بشأن مستقبل أسعار الفائدةفي أول تصريحات لهم منذ حديث رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء، أشار صناع السياسات إلى تباين واضح في وجهات النظر بشأن الخطوة المقبلة.ففي حين قال باول إن من المرجح خفض أسعار الفائدة خلال هذا العام، لكنه حذر من ضغوط تضخمية «ملحوظة» بسبب تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، دعا العضو كريستوفر والر إلى النظر في خفض الفائدة بدءاً من الاجتماع القادم. في المقابل، رأى رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توم باركين، أنه لا حاجة ملحة للخفض.وقال باول أيضاً إنه يجب عدم التمسك الشديد بالتوقعات الاقتصادية الحالية.وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية عقب تصريحات والر، كما زاد الطلب على السندات كملاذ آمن بسبب المخاوف من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط. وانخفض العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بمقدار نقطتين أساس إلى 4.375%، مقارنة بـ4.395% في نهاية تعاملات الأربعاء.الدولار يرتفع والذهب يتراجعارتفع الطلب على الدولار الأميركي، ما دفعه إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع مقابل الين الياباني، وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.03% أمام سلة من العملات الرئيسية، فيما زادت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) بنسبة 0.3% إلى 1.1528 دولار، ويتجه المؤشر لتحقيق مكاسب أسبوعية تبلغ 0.6%.أما أسعار الذهب، وهو ملاذ تقليدي آخر، فقد تراجعت بنسبة 0.13% إلى 3,365.91 دولار للأوقية، وتتجه لتكبد خسارة أسبوعية.