سويسرا تقترب من الفائدة السلبية في ظل ضغوط التضخم وتباطؤ النمو

خفض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة إلى الصفر يوم الخميس، ولم يستبعد العودة إلى أسعار فائدة سالبة في المستقبل، رغم تأكيده أن هذا لن يكون قراراً يتخذه بسهولة.
أدنى تكلفة اقتراض بين البنوك الكبرى
وأكد رئيس البنك، مارتن شليغل، الآثار الجانبية السلبية للفائدة السالبة، مشيراً إلى أن خفض الفائدة مجدداً من مستوى الصفر سيكون خطوة أكثر حساسية مما كانت عليه سابقاً.
وقال للصحفيين: بصفتك بنكاً مركزياً لا يمكنك أبداً استبعاد الخيارات، لكن العتبة أصبحت أعلى الآن.
خفض الفائدة لمحاربة التضخم المنخفض
خفض البنك الفائدة بهدف إعادة التضخم إلى النطاق المستهدف ما بين 0 في المئة و2 في المئة، والذي يعتبره البنك استقراراً للأسعار، مع توقعات بضغط تضخمي ضعيف في الفترة المقبلة.واستخدم البنك الفائدة السالبة بين أواخر 2014 وحتى 2022، إلا أنها كانت غير شعبية لدى البنوك والمدخرين وشركات التأمين، وأشار البنك إلى أنه متردد في إعادة استخدامها.
تحركات السوق بعد القرار
ارتفعت قيمة الفرنك السويسري لفترة وجيزة بعد القرار، لكنها عادت للتراجع واستقرت مقابل الدولار عند 0.8191 فرنك.جاء هذا الخفض السادس على التوالي في أسعار الفائدة من البنك الوطني السويسري بعد أن تراجعت الأسعار في سويسرا بنسبة 0.1 في المئة الشهر الماضي، وهو أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات.ويرى البنك الوطني السويسري أن النمو الاقتصادي العالمي سيضعف، في حين سيرتفع التضخم في الولايات المتحدة خلال الفصول القادمة، أما في أوروبا فقد توقع البنك تراجع الضغوط التضخمية.وقال إن التوقعات للاقتصاد العالمي لا تزال خاضعة لمستوى عالٍ من عدم اليقين، وأضاف أن الحواجز التجارية قد ترتفع أكثر، ما يؤدي إلى تباطؤ أكثر وضوحاً في الاقتصاد العالمي.
سياق دولي.. قرارات متزامنة من بنوك كبرى
جاءت الخطوة السويسرية في يوم مزدحم بقرارات البنوك المركزية، إذ فاجأ البنك المركزي في النرويج الأسواق بأول خفض للفائدة منذ خمس سنوات، بينما أبقى بنك إنجلترا على سعر الفائدة دون تغيير.وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، لكنه أشار إلى احتمال خفضها لاحقاً هذا العام. كما خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في وقت سابق من الشهر.وخفض البنك الوطني السويسري أيضاً توقعاته للتضخم لعام 2025 و2026 و2027، ما دفع بعض المحللين إلى التنبؤ بمزيد من الخفض في المستقبل.
أسواق السندات تُرجّح الفائدة السالبة
بقي العائد على السند السويسري لأجل عامين، وهو حساس لسعر الفائدة، في المنطقة السالبة، ما يشير إلى أن الأسواق لا تزال تتوقع تحركاً نحو الفائدة السالبة في الأشهر المقبلة.خفض البنك الفائدة بعد أن ارتفع الفرنك بنحو 11 في المئة مقابل الدولار منذ بداية 2025، مدعوماً بتدفقات الملاذ الآمن، ما أسهم في خفض التضخم عبر تقليص تكلفة الواردات.وقال البنك إنه سيتدخل في سوق العملات إذا لزم الأمر للحفاظ على استقرار الأسعار، رغم أن وزارة الخزانة الأميركية أدرجت سويسرا مؤخراً في قائمة الدول الخاضعة للمراقبة بسبب ممارسات العملة والتجارة.(رويترز)