ما هي أسباب وصول معدل بطالة الأميركيين من أصل إفريقي لأعلى مستوى له خلال ثلاث سنوات؟

ما هي أسباب وصول معدل بطالة الأميركيين من أصل إفريقي لأعلى مستوى له خلال ثلاث سنوات؟

سجل معدل البطالة بين الأميركيين من أصل إفريقي 6.8 في المئة في يونيو، حسب وزارة العمل الأميركية، مقارنة بـ6 في المئة في مايو، وهو أعلى مستوى يُسجل منذ يناير 2022.
يشير الخبراء إلى أن الحرب التجارية المضطربة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسهمت في هذا الارتفاع، إذ عطّلت قرارات الأعمال ورفعت المخاوف بشأن الأسعار، ما دفع بعض الشركات إلى تجميد التوظيف.
كما أن التخفيضات في الإنفاق الفيدرالي، لا سيما تلك التي استهدفت برامج التنوع والإنصاف، أثّرت بشكل غير مباشر على مجتمعات السود الذين يشكلون نسبة كبيرة من العاملين في القطاع الحكومي. صدمات اقتصادية تسبق الجميعيقول الاقتصاديون إن الأميركيين من أصل إفريقي هم غالباً أول من يتأثر بأي تباطؤ اقتصادي، نظراً للفجوة المستمرة بينهم وبين البيض في الدخل والثروة والادخار والملكية.وأوضح دانيال زهاو، كبير الاقتصاديين في «غلاسدور»، أن ارتفاع البطالة بين السود “يتماشى مع التوجه العام لارتفاع معدلات البطالة خلال العامين الماضيين، لكن بدرجة أكبر على هذه الشريحة من العمال”. الصحة والحكومة تنقذ السوق.. لكن ليس للجميعرغم صمود سوق العمل، فإن النمو الوظيفي كان محصوراً في عدد محدود من القطاعات، خصوصاً الصحة والحكومة والضيافة. وسجل قطاع التعليم الخاص والخدمات الصحية 411 ألف وظيفة جديدة خلال ستة أشهر، بينما لم تضف بقية القطاعات أكثر من 51 ألف وظيفة.ويميل الأميركيون من أصل إفريقي للعمل في قطاعات مثل النقل والمخازن والخدمات العامة، وهي القطاعات التي تشهد حالياً تراجعاً في التوظيف. الوظائف الفيدرالية تتراجع.. والضغط يتصاعدتراجع عدد الوظائف في الحكومة الفيدرالية بمقدار 7 آلاف وظيفة في يونيو، ليصل الإجمالي إلى انخفاض بـ69 ألف وظيفة منذ يناير الماضي. وترى جيسيكا فولتون، الباحثة في مركز «جويت» للدراسات السياسية والاقتصادية، أن هذه الخسائر تؤثر بشكل خاص على السود الذين يشكلون نسبة كبيرة من موظفي الدولة.رغم المؤشرات المقلقة، حذر خبراء من التسرع في استخلاص نتائج حاسمة من أرقام شهر واحد، مشيرين إلى أن المسح الشهري للعمالة يعتمد على عينات صغيرة نسبياً لكل مجموعة عرقية، ما يجعله عرضة للتقلبات.لكن الاتجاهات الأوسع، بما في ذلك بطء نمو التوظيف في معظم القطاعات وتراجع الإنفاق الاستهلاكي بعد موجة الشراء الناتجة عن الرسوم الجمركية، تعزز القلق بشأن اتساع الفجوة الاقتصادية بين الأعراق في أميركا.