دور الكرياتين في مكافحة الشيخوخة الدماغية وتخفيف أعراض مرض الزهايمر

دور الكرياتين في مكافحة الشيخوخة الدماغية وتخفيف أعراض مرض الزهايمر

في إطار البحث عما يعيد للذاكرة نشاطها ويُبعد عنّا شبح الألزهايمر، تطرح أبحاث علمية حديثة اليوم احتمال وجود حلّ بسيط لتعزيز القدرات العقلية.

وقد نشر موقع “تايم” الإلكتروني دراسة مؤخّراً تشير إلى فوائد تناول الكرياتين في عملية تنشيط الدماغ.

 

لمَ الحديث اليوم عن الكرياتين؟


للإجابة عن هذا السؤال وسواه، كان لنا حديث مع الدكتورة سينتيا خليل، أخصائية في أمراض الدم والأورام التي أشارت إلى أنّ “الكرياتين موجود طبيعياً في الجسم، ويستخدمه الرياضيون منذ زمن بعيد في البطولات العالمية لتعزيز طاقتهم، كما يستعمل لدعم نمو العضلات”. وتُضيف: “لكن أهميته لا تقتصر على الناحية العضلية فقط، إذ له دور أيضاً في تنشيط الدماغ والذاكرة”.

 

شاهد بالفيديو:رحلة حسين الأشقر من الألزهايمر وفقدان الاب

 

 

المكملات الغذائية (Freepik)

 

 

وتقول خليل: “من هنا جاءت الدراسات التي تبحث في إمكانية أن يساهم الكرياتين، كونه مادة موجودة أصلاً في الجسم، في دعم إمدادات الطاقة (ATP) وبالتالي التأثير إيجاباً على الدماغ”. وتلفت خليل إلى “أنّ هذه الفرضية لم تُثبت بشكل قاطع بعد، إذ لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث على عدد أكبر من الأشخاص لإثبات فعاليتها بشكل مؤكّد”.

ما هو الكرياتين؟


وعند سؤالنا عما هو الكرياتين في الأساس، تُجيب خليل على أنّه “ليس فيتاميناً، بل هو مكمّل غذائي، وليس بروتيناً”. وتشير إلى أنّه حتى الآن، “أُجريت دراسات محدودة على الحيوانات وعلى عينات صغيرة من البشر، لكنها لم تثبت علمياً بعد فاعليته على الدماغ”.

ومع ذلك تلفت خليل إلى أنّ “الفائدة المثبتة حتى الآن حول تناول الكرياتين تكمن في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في العضلات، أو تعب شديد، أو التهابات عضلية، إذ يمكن أن يكون مفيداً لهم، ولهذا السبب بدأ يُنصح به مؤخراً”.

 

إليك المزيد: “تحليل السائل النخاعي”… أول فحص دم يتيح تشخيص مرض الزهايمر!

 

 

 

الكرياتين للرياضيين (Freepik)

الكرياتين للرياضيين (Freepik)

 

 

من جهة أخرى، يلفت البحث إلى أنّ الكرياتين مركّب عضوي مصدره الغذاء والإنتاج الطبيعي للجسم، ويوفّر احتياطياً دائماً من الطاقة حيث تشتد الحاجة إليها. وعلى الرغم من أنّ مئات الدراسات ركّزت على فوائد الكرياتين في تقوية العضلات خلال فترات التمرين القصيرة، إلّا أنّ الباحثين يتجهون اليوم إلى دراسة أثره المحتمل على الوظائف الإدراكية.

 

 

الفوائد المحتملة للكرياتين


وقد تحدّثت الدراسة في “تايم” عن فوائد محتملة لتناول الكرياتين مثل:

تحسين الذاكرة قصيرة المدى والاستدلال المنطقيالتخفيف من آثار الشيخوخةتقليص احتمال حصول سكتات دماغيةمحاربة الإرهاق الناتج من قلة النوماحتمال التخفيف من أعراض ألزهايمر

 

 

اعراض الألزهايمر (Freepik)

اعراض الألزهايمر (Freepik)

 

 

مصادر الكرياتين والجرعات الموصى بها


وفي حين أنّ الكرياتين موجود بشكل طبيعي في اللحوم والأسماك، وعلى رأسها التونة والسلمون، تعتبر الكمية التي تصل إلى الدماغ محدودة، ما يجعل المكمّلات الغذائية أكثر فعالية. وتقول خليل إنّ “الجرعة المتداولة حالياً تتراوح بين 2 و3 غرامات يومياً”.

 

للمزيد: قواعد بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُسرّع عملية اكتشاف أدوية الزهايمر

 

 

مخاطر الكرياتين والآثار الجانبية

وتلفت الدكتورة خليل إلى أنّ “هناك فئات ممنوع عليها تناول هذا المكمّل، مثل النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى”. لذلك، توصي بضرورة “إجراء فحص دم لوظائف الكلى والكبد للتأكد من أنها سليمة، لأنّ تناول الكرياتين قد يرفع مؤشر الكلى (الكرياتينين) من دون أن يؤثر مباشرة على وظيفتها، ما يستدعي إجراء فحص دم خاص بالكرياتينين قبل البدء باستخدام هذا المكمّل”.

 

 

علامات التعب والإرهاق (Freepik)

علامات التعب والإرهاق (Freepik)

 

 

 

آفاق البحث حول فوائد الكرياتين


أخيراً، يتوسّع الاهتمام العلمي ليشمل دراسة تأثير الكرياتين على حماية دماغ الجنين خلال الحمل، وكذلك دوره المحتمل في دعم الأمهات بعد الولادة والحد من اضطرابات المزاج.

وفي انتظار نتائج مؤكّدة، يبقى الخبراء متفقين على أنّ أفضل وسيلة للحفاظ على صحة الدماغ تكمن في الرياضة، الغذاء المتوازن وإدارة التوتر. أما الكرياتين، فقد يكون إضافة واعدة، لكنّه لا يغني عن أسلوب حياة صحي.