تحول أمني في السويداء… هل يؤدي إلى تحقيق الحلول؟

تحول أمني في السويداء… هل يؤدي إلى تحقيق الحلول؟

بدأت السلطات السورية باتخاذ إجراءات مرتبطة بالسويداء ومستقبلها، تبدو ملامحها كأنها محاولات لردم الفجوة التي تعمّقت إثر الاشتباكات والانتهاكات الأخيرة. آخر هذه التدابير كان تعيين حسام الطحان قائداً لقوى الأمن الداخلي في السويداء بدلاً من أحمد الدالاتي، في خطوة تحمل رمزية نسبةً لدور الطحان في اشتباكات جرمانا الأخيرة.

كان الطحان قائداً لقوى الأمن الداخلي في ريف دمشق، المنطقة التي تضم جرمانا وأشرفية صحنايا، حيث يتمركز مجتمع درزي. التعاون الأمني بين الأجهزة الرسمية والدروز فعّال، وقد انخرط الدروز في جهاز الأمن العام والشرطة، والحكومة حاضرة بشكل طبيعي، وحينما شهدت المنطقة اشتباكات، جرى حل الموضوع خلال أيام قليلة بأقل خسائر، واستمر التعاون.

الطحان يعي طبيعة المجتمع الدرزي واختبر تجربة العمل معه، وكانت محاولة ناجحة إلى حد بعيد إذ تمكّن إلى جانب فاعليات درزية من تحييد جرمانا وأشرفية صحنايا عن اشتباك السويداء. وبالتالي، فإن نقله إلى السويداء قد يكون خطوة من السلطات السورية تستند إلى خبرته في التعامل مع المجتمع الدرزي لبدء خطوات ميدانية هدفها معالجة  تداعيات ما حصل.

 

مسلحون في السويداء (أ فب ).

 

مصادر في السويداء تتحدّث لـ”النهار” عن التعيين الأمني الجديد، وتنقل آراء من دروز جرمانا مفادها أن التعامل مع الطحّان “أفضل بكثير” من التعامل مع الدالاتي، خصوصاً أن الأول “تابع ملف جرمانا ويتمتع بهذه الخبرة”، فيما الآخر كان يواجه “الكثير من الشكاوى” لجهة مسؤوليته عن المجازر والانتهاكات التي حصلت، ورفضه الحلول.

في هذا السياق، ظهر قبل أيام الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد تجمّع “أحرار جبل العرب”، وهو يتحدّث عن مسؤولية الدالاتي عما حصل في السويداء. وقال إن الدالاتي “لم يحسن” إدارة الملف الأمني و”لم يتابع” الحلول التي جرى العمل عليها قبل الاشتباكات، ولم يبلغ مجموعات الأمن العام التي كانت تعمل معه في السويداء بالهجوم الذي جرى في تموز/يوليو الماضي.

وبالتالي، فإن ثمّة من ينظر إلى خطوة الحكومة على أنها إجراء تصحيحي في السويداء، لكن المعوقات كثيرة. رئيس الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في المحافظة حكمت الهجري لا يزال رافضاً بشكل قاطع التعامل مع الحكومة، والمجتمع الدرزي بشكل عام ما عاد واثقاً بالأجهزة الأمنية الرسمية بعد الاشتباكات التي حصلت.

 

السويداء خلال الاشتباكات (أ ف ب).

السويداء خلال الاشتباكات (أ ف ب).

 

ووفق تقدير المصادر، فإن القضية “صعبة” وتحتاج إلى وقت وإلى شخص قادر على تفهّم الوضع وتجنب جر السويداء نحو تصعيد آخر. وتقرأ المصادر التغيير الأمني الحاصل كأنه خطوة نحو “تهدئة النفوس وإيجاد الحلول للمستقبل”، لكنها تترك الحديث عن احتمالات نجاح الوصول إلى الهدف المذكور للفترة المقبلة لأن للمتغيّرات الدولية دوراً في التصعيد والتهدئة.

في المحصلة، ثمّة تجربة أمنية جديدة في السويداء من الحكومة، ومن المفترض أن تستكمل بإجراءات ثقة إضافية أولها محاسبة مرتكبي الانتهاكات، لكن الكرة تبقى في ملعب الهجري. فإذا بقي متمسكاً بموقفه الرافض للحكومة، لن يكون ممكناً  فتح طريق الحلول للسويداء، وستبقى المراوحة مستمرّة إلى أن يستجد جديد.