جنود إسرائيليون أسرى لدى حماس في غزة؟ النهار تحقق في الأمر

جنود إسرائيليون أسرى لدى حماس في غزة؟ النهار تحقق في الأمر

المتداول: صورتان تظهران، وفقاً للمزاعم، “جنوداً اسرائيليين اسرتهم حركة حماس” أخيراً، خلال معارك بين مقاتليها والجيش الإسرائيلي في حي الزيتون بقطاع غزة. 

 

 

الا أنّ هذا الادعاء خاطئ. 

 

 

الحقيقة: الصورتان زائفتان، لكونهما مولدتين بالذكاء الاصطناعي. FactCheck#

 

 

“النّهار” دقّقت من أجلكم 

 

 

 

تظهر الصورتان رجالا بلباس عسكري جالسين أرضا أو راكعين، بينما قُيِّدت أياديهم. وقد انتشرتا خلال الومين الماضيين بكثافة في حسابات كتبت معهما تعليقات مختلفة، بالعربية والانكليزية، مثل “أسر جنود اسرائيليين”، و”صباح المقاومة”، وايضا “حماس أسرت مزيدا من الجنود الاسرائيليين”، و”تمّت العملية بنجاح”. 

 

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس)

 

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

 

 

كمائن للمقاومة في غزة

جاء تداول الصورتين، في وقت أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل عدد من الجنود الاسرائيليين وإصابة 11 آخرين، وفقدان أثر اربعة منهم يخشى الجيش الإسرائيلي وقوعهم أسرى في يد حركة حماس في قطاع غزة، على ما ذكرت تقارير اعلامية.  

وقد شهد حيا الزيتون والصبرة سلسلة عمليات لحماس، بدأت بكمين هجومي قُتل فيه جنود، وذلك وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن الجيش الاسرائيلي فعّل ما يُعرف ببروتوكول هانيبال لقتل أي جنود قبل وقوعهم أسرى، وفقا لما ذكر موقع “الجزيرة.نت” في تقرير في 29 آب 2025. 

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش بدأ سحب جنوده من حي الزيتون وإعادتهم إلى ثكناتهم، بينما فرضت الرقابة العسكرية حظر النشر بشأن ما جرى مع الجنود الأربعة في حي الزيتون. وأشارت إلى أن مجموعة من الجنود تعرضت لكمين في حي الزيتون شرق مدينة غزة، الأمر الذي أدى إلى حدث أمني صعب آخر، وأن أنباء أولية تتحدث عن استدعاء الجيش أكثر من مرة مروحيات لإجلاء الجنود المصابين على وقع إطلاق نار كثيف.

وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش يبحث عن 4 جنود ما زالت آثارهم مفقودة في حي الزيتون، وأن هناك أعمال بحث واسعة عنهم.

 

حقيقة الصورتين

الا ان الصورتين المتناقلتين ليستا لجنود أسرتهم حماس، لأنهما زائفتان، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتهما.

 

فالصورة الاولى التي يظهر فيها رجال بلباس عسكري جالسين أرضاً في نفق، تضمّنت مؤشرات الى الذكاء الاصطناعي، أبرزها تشوهات في اصابع اليدين، غياب أي علامات حقيقية على الثياب العسكرية تدل على انها تخص الجيش الاسرائيلي، وتفاصيل غير منطقية في الحذاء بالقدم اليسرى للرجل الى اليسار.

 

 

وإزاء هذه الشكوك تجاه صحة الصورة، فحصناها في مواقع متخصصة بكشف الصور الزائفة، مثل Hive Google وHive Moderation وSightengine وWas it AI، وجاءت النتيجة انها منشأة على الارجح بالذكاء الاصطناعي بنسبة عالية جدا وصلت الى 99%. 

 

 

 

وبالنسبة الى الصورة الثانية، بيّن البحث العكسي انه سبق ان انتشرت في تشرين الاول 2024، بمزاعم خاطئة انها تظهر “جنودا اسرائيليين اسرهم حزب الله في جنوب لبنان”. ونبّه الى زيفها الصحافي المدقق في صحة الاخبار في “بي بي سي” شايان سرداريزاده، في منشور على حسابه في اكس يومذاك. 

 

منشور الصحافي شايان سرداريزاده في اكس بشأن الصورة

منشور الصحافي شايان سرداريزاده في اكس بشأن الصورة

 

وعلى غرار السابقة، تضمّنت هذه الصورة مؤشرات الى الذكاء الاصطناعي: عبارات غير مفهومة على سترات العسكريين الراكعين. حذاء غريب جدا في قدم الرجل الراكع الى اقصى اليسار. غياب اي علامات حقيقية على ثياب العسكريين تدل على انها تخص الجيش الاسرائيلي. 

 

 

 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورتين المتناقلتين تظهران “جنوداً اسرائيليين اسرتهم حركة حماس” أخيراً، خلال معارك مع الجيش الإسرائيلي في حي الزيتون بقطاع غزة. في الحقيقة، الصورتان زائفتان، لكونهما مولدتين بالذكاء الاصطناعي.