اغتيال أبو عبيدة وزعماء الحوثيين… الحكومة الإسرائيلية تتصدى لتحديات الحرب والتوترات الدولية

من المتوقع أن تعقد الحكومة الإسرائيلية و”الكابينيت” الأمني والسياسي المصغر جلسات اجتماعاتهم، اليوم الأحد، في موقع بديل “سري وآمن”، بعدما نفّذ الجيش الإسرائيلي سلسلة اغتيالات واستهدافات في صنعاء وغزة، طال آخرُها أبو عبيدة، الناطق باسم “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”.
ووفقاً لوسائل إعلام عبرية، سيناقش الوزراء تصعيد الحرب على غزة والخطوات التي ستُتخذ حال قيام الدول الغربية بالاعتراف بدولة فلسطين، في الوقت الذي ترفض فيه إسرائيل إتمام صفقة تبادل جزئية مع “حماس”.
وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية “كان” أن الاجتماعات ستُعقد في مجمع سري محصن عند السادسة مساءً، فيما أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن القرار جاء بعد اغتيال رئيس حكومة جماعة الحوثي أحمد الرهوي وعدد آخر من الوزراء في هجوم إسرائيلي الخميس الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن وزير المالية بتساليئيل سموتريتش أعلن مقاطعة جلسة الحكومة بسبب خلافات مع رئيسها بنيامين نتنياهو، موضحاً أن الأخير قرر “فرض اقتطاع شامل من ميزانيات الوزارات لتمويل المؤسسات التعليمية”، وهو ما اعتبره سموتريتش إجراءً غير مقبول. وكان من المقرر أن تبحث الحكومة إضافة ميزانيات خاصة للمنظومة العسكرية والأمنية، لكن الخلاف حيال تمويل حماية المدارس أثار سجالاً حاداً.
وسيركز اجتماع “الكابينيت” على تصعيد الحرب على قطاع غزة، إضافة إلى بحث “خطوات للرد” على إعلان مرتقب لدول غربية، بينها فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل.
بدورها، رأت صحيفة “هآرتس” أن الوزراء قد يناقشون سيناريوات للرد تشمل ضم أراضٍ في الضفة الغربية، وفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية أو المضي بهدم قرية الخان الأحمر شرقي القدس، رغم المعارضة الدولية المتوقعة. ووفق الصحيفة، لن يبحث الكابينيت مقترح صفقة تبادل جزئية كانت “حماس” قد وافقت عليها قبل أسبوعين، لأن نتنياهو والوزراء قرروا أن أي نقاش سيكون حيال “صفقة شاملة فقط” تشمل الإفراج عن 48 أسيراً إسرائيلياً.
طفل فلسطيني يطل برأسه من تحت الأنقاض في غزة. (أ ف ب)
انتقام الحوثيين
نقلت صحيفة “معاريف” تصريحات صادرة عن محمد البخيتي، المسؤول السياسي الحوثي البارز، بأن “إسرائيل تجاوزت جميع الخطوط الحمراء في هذه المرحلة”، وأن “التصعيد سيُقابل بالتصعيد، وإسرائيل ستدفع الثمن بعدما تجاوزت الخطوط الحمراء، والحرب ستدخل مرحلة جديدة”. كما توعّد بأن الثأر لمقتل كبار القادة الحوثيين “حتمي”، وقال: “نُذكّر إسرائيل بأنها ستدفع ثمن كل الجرائم التي ترتكبها، سواء في اليمن أو فلسطين أو لبنان أو سوريا”.
وأوضحت الصحيفة أن الوزراء الإسرائيليين تلقوا صباح اليوم رسالة مفادها أنه في أعقاب الاغتيالات الأخيرة في اليمن وغزة، سيُعقد اجتماع الحكومة في “المجمع الآمن”، وهو المكان الذي عُقدت فيه الاجتماعات خلال الحرب عندما كانت هناك حاجة أمنية.
استهداف أبي عبيدة
وفي وقت تضاربت الأنباء حيال تأكيد مقتل أبو عبيدة، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس نجاح العملية.
وأشار مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي إلى أن أبو عبيدة كان شخصية بارزة في “حماس”، وشريكاً مهماً في اتخاذ القرارات، وليس مجرد ناطق، وأن اغتياله يحمل تأثيراً معنوياً كبيراً على الحركة.
بدأ أبو عبيدة ظهوره الإعلامي في عام 2002 كأحد كبار القادة الميدانيين للجناح العسكري لـ”حماس”، وأصبح الناطق الرسمي باسمه عام 2005. حصل على درجة الماجستير في أصول الدين عام 2013، وكانت أطروحته حول “الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام”، وبعد عام أفادت التقارير بأنه كان يستعد للالتحاق بدراسة الدكتوراه.
تنحدر عائلة أبو عبيدة من قرية نعليا في منطقة عسقلان، وقد هجّرت خلال النكبة عام 1948، وكان يسكن جباليا شمال قطاع غزة، وقد استُهدف منزله مرات عدة بين 2008 و2012، وأثناء عملية “الجرف الصامد” عام 2014.
أصبح أبو عبيدة شخصية محترمة في العالم العربي، ويُعرف بـ”المُحجب”، وكان يظهر على قناة “الجزيرة” القطرية لتلخيص الأحداث اليومية مع الحفاظ على عدم كشف هويته. وفي بداية الحرب، نشر الجيش الإسرائيلي اسمه وصورته الحقيقية، وقال إنه يختبئ وراء كنية أبو عبيدة وخلف كوفيته الحمراء.