أبل تواجه تحديات من ‘سامسونغ’ و’هواوي’… ‘أيفون’ تحت الضغط في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي

أبل تواجه تحديات من ‘سامسونغ’ و’هواوي’… ‘أيفون’ تحت الضغط في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي

مع اقتراب موعد الحدث السنوي لشركة “أبل” خلال الأسابيع المقبلة، تزداد التوقعات حول النسخة الجديدة من هاتف “أيفون”، في وقت يشهد قطاع التكنولوجيا سباقاً محموماً نحو الذكاء الاصطناعي، مما يضع الشركة أمام اختبار حقيقي للحفاظ على موقعها الريادي.

 

تباطؤ الابتكار وتراجع الحصة السوقية
على رغم التحسينات الكبيرة في الكاميرات والرقائق وإعادة تصميم واجهة نظام iOS، فإن الشكل الخارجي لهواتف “أيفون” لم يتغيّر كثيراً في السنوات الأخيرة، مما دفع العديد من المستهلكين إلى التعبير عن تراجع عنصر الابتكار. هذا التباطؤ انعكس أيضاً على أرقام السوق، حيث أظهرت بيانات IDC للربع الثاني من العام الحالي أن “سامسونغ” تتصدر بحصة تقارب الـ 20%، تليها “أبل” بـ15.7% فقط، ثم “هواوي” بـ14.4%.

 

أبل والسباق نحو الذكاء الاصطناعي
تأخّرت “أبل” في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها مثل “ميتا” و”أوبن أي آي”، وخسرت عدداً من التنفيذيين لمصلحة شركات منافسة. لكن محادثاتها الأخيرة مع “غوغل” لاستخدام نموذج “جيميناي” لتشغيل المساعد الصوتي “سيري” تعكس محاولة لتدارك الفجوة وتعزيز قدراتها المستقبلية.

 

تغييرات مرتقبة في التصميم
على مستوى الأجهزة، تخطط “أبل” لتحوّلات قد تغيّر صورة “أيفون” خلال السنوات الثلاث المقبلة. البداية ستكون في أيلول/سبتمبر مع إطلاق نسخة فائقة النحافة تحت اسم iPhone Air، يليها في 2026 هاتفها الأول القابل للطيّ (V68)، على أن تتوجّ 2027 بإصدار  iPhone 20 بتصميم زجاجيّ منحنٍ احتفالاً بمرور عقدين على ولادة “أيفون”.

 

هذه الخطط تعكس رغبة الشركة في إعادة ابتكار منتجها الأيقوني واستعادة عنصر المفاجأة.

 

 

أيفون آير (وكالات)

 

التحدّي الأكبر: استعادة الصدارة
بيانات الشحنات الأخيرة أظهرت أن “سامسونغ” قفزت بمبيعاتها 8% لتصل إلى 58 مليون هاتف، بينما سجّلت “أبل” زيادة طفيفة بـ1.5% فقط لتبلغ 46.5 مليون وحدة، في حين استقرّت “هواوي” عند 42.5 مليون. هذه الأرقام تؤكّد أن المنافسة على أشدّها، وأن المستفيد الأكبر حالياً هو “سامسونغ”.

 

لكن، على رغم الضغوط الواضحة من المنافسين، ما زالت “أبل” تمتلك عناصر قوة يصعب تجاهلها: قاعدة مستخدمين ضخمة، منظومة مغلقة تربط الأجهزة بالخدمات، وولاءً استثنائياً للعلامة التجارية. لكن الاعتماد المفرط على هذا الولاء لم يعد كافياً في سوق تتغير ملامحها بسرعة بفعل الذكاء الاصطناعي والهواتف القابلة للطي.

 

إذا تمكنت الشركة من دمج الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال في تجربة “أيفون” مع إعادة ابتكار التصميم، فقد تستعيد جزءاً من الزخم وتعيد رسم موازين السوق خلال ثلاث سنوات. أما إذا استمرت خطواتها بوتيرة بطيئة، فإن الفجوة مع “سامسونغ” و”هواوي”ستتسع أكثر، مما يهدد مكانتها كأحد أهم اللاعبين في صناعة الهواتف الذكية.