وائل سعادة في “بودكاست مع نايلة”: “دعونا نطمح ونبلغ القمر” (فيديو)

في لقاء جديد من “بودكاست مع نايلة”، استضافت نايلة تويني رائد الأعمال اللبناني وائل سعادة، المؤسِّس المشارك لشركة الألعاب التعليمية “Bildits”، لتكشف عن رحلة شاب نجح في وضع بصمة لبنانية على الساحة العالمية بجانب عمالقة صناعة الألعاب مثل “LEGO”.
وائل الذي درس الهندسة المدنية لم يجد نفسه في هذا الاختصاص التقليدي، فقد كان يبحث عن مجال يمنحه مساحة للإبداع والاختراع. من هنا، وبتعاون مع صديقه ريان برهوش، وُلدت فكرة تأسيس شركة ألعاب تعليمية مختلفة، فانطلقت الشرارة الأولى من كاراج البناية حيث بدأ كل شيء.
“Bildits” لم تكن مجرد لعبة، بل مشروع تربوي متكامل. فهي تهدف إلى تقريب الهندسة للأطفال، وجعلهم يختبرون متعة البناء والتصميم بطريقة مبسطة ومشوّقة، بعيداً عن القوالب التقليدية للتعليم. بالنسبة إلى وائل، يجب أن لا يخاف الأطفال من الفشل، بل عليه أن يتعلم أن الفشل خطوة أساسية في مسار النجاح. المدارس، في نظره، يجب أن تشجع النقاش والتفكير النقدي، لا أن تُبنى فقط على معادلة “صح أو خطأ”.
رغم كل التحديات، يشعر وائل اليوم بالفخر لأنه وضع علم لبنان على لعبته التعليمية إلى جانب أبرز العلامات العالمية. واليوم، توسعت “Bildits” لتصل إلى أكثر من عشرة بلدان، مع خطط للنموّ في السعودية وأسواق أخرى، لتتحوّل من فكرة في كاراج صغير إلى شركة عابرة للحدود تحمل رسالة تعليمية وإنسانية.
يتوقف وائل طويلاً عند موضوع الذكاء الاصطناعي. بالنسبة إليه، الإنسان يبقى أولاً وآخراً. صحيح أن هذه التقنية تحمل إمكانيات هائلة، لكنها تحمل خطورة الانحياز وارتكاب الأخطاء إن لم تُستخدم بحذر. لذلك يشدّد على ضرورة التثقيف في هذا المجال، وأن نفهم ماهيته قبل الاعتماد عليه. حالياً يعمل على تطوير أداة تعليمية تعتمد الذكاء الاصطناعي لمساعدة المدارس في دعم التلاميذ وفق احتياجاتهم الفردية، مثل الأطفال ذوي فرط الحركة الذين يحتاجون إلى مقاربة خاصة. هذه الأداة، كما يشرح، يمكن أن تحوّل الدرس إلى صيغة تناسب كل طالب بحسب قدراته، لتجعل التعليم أكثر عدلاً وإنسانية.
نصيحته للأهل أن يتركوا أولادهم يجربون ويبتكرون وألا يخافوا من الفشل، فالتأقلم هو المهارة الأهم في هذا العصر. الإنسان بطبيعته يحب الابتكار، وما على البيئة التربوية والعائلية إلا أن تفسح المجال أمامه ليبدع.
قصة وائل سعادة هي شهادة على أن الأحلام يمكن أن تتحقق مهما كانت الظروف. من شاب بدأ في كاراج متواضع إلى رائد أعمال ينافس في الأسواق العالمية، يحمل مشروعه اليوم رسالة تتجاوز حدود الترفيه لتصل إلى عمق التربية والفكر الإنساني.
نايلة تويني وضيفها وائل سعادة (النهار)