صراع إيزاك مع مشروع ‘نيوكاسل السعودي’ في أوجه

صراع إيزاك مع مشروع ‘نيوكاسل السعودي’ في أوجه

أيام قليلة وتغلق سوق الانتقالات أبوابها، ومما لا شك فيه أنّ بعض الصفقات لا يزال عالقاً، غير أنّ القصة الأكثر جذباً هي قضية السويدي ألكسندر إيزاك مع ناديه نيوكاسل يونايتد.

النجم السويدي البالغ 24 سنة، تحوّل إلى محور أزمة كبرى قبل إغلاق “الميركاتو الصيفي” في الدوري الإنكليزي. اللاعب الذي انضم إلى “ماكبايس” قبل ثلاث سنوات في مقابل 63 مليون جنيه إسترليني، بعد انتقال ملكية النادي إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أعلن عن رغبة صريحة في الرحيل إلى ليفربول، ورفض المشاركة في المباريات الأخيرة، بما في ذلك مواجهة أستون فيلا ورفض اللعب ضد ليفربول نفسه، متمسكاً بالإضراب حتى يتحقق انتقاله أو تغلق السوق، التي لم يتبق منها سوى خمسة أيام.

التوقعات كانت كبيرة منذ لحظة انضمامه. المشروع السعودي، بميزانية ضخمة وقدرة مالية غير محدودة، اعتُبر منافساً سريعاً على الألقاب في “بريمييرليغ” والمسابقات القارية سيراً على خطى المشروع الإماراتي في مانشستر سيتي، معتمداً مواهب مميزة على غرار إيزاك. لكن بعد ثلاث سنوات، بقيت الأهداف الكبرى غير محققة، والمشجعون صُدموا من البطء في تنفيذ الاستثمارات المتوقعة، رغم أنّ نيوكاسل عاد إلى دوري أبطال أوروبا للمرّة الأولى منذ عقود. إيزاك تألق، بحيث سجل 34 هدفاً في 96 مباراة رسمية مع النادي، وقدم 21 تمريرة حاسمة، لكنه شعر بخيبة أمل من عدم تحقيق طموحات الفريق السريعة، فاتخذ قرار الضغط للمغادرة.

 

إيزاك يرغب بالمغادرة. (وكالات)

إدارة النادي تمسكت بموقفها الصارم. الملاك السعوديون، وعلى رأسهم ياسر الرميان، أكدوا أنّ بيع إيزاك لا يمكن أن يتم إلا إذا وصل عرض مالي يعادل 150 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى التعاقد مع مهاجمَين جاهزين لتعويضه.

ليفربول قدم عرضاً أولياً بلغ 110 ملايين، رُفض مباشرة. العرض الثاني لم يقدَّم بعد، وينتظر النادي إشارات إيجابية قبل التحرّك مجدداً، مع مراعاة عدم الاقتراب من السعر المطلوب لتقييم اللاعب بالكامل.

المدرب إيدي هاو يعرف أنّ إيزاك قلب هجوم الفريق، خصوصاً في أسلوب اللعب بثلاثة مهاجمين، إذ يعتمد على حركته بين الخطوط وقدرته على إنهاء الهجمات. لكنه يواجه ضبابية تهدد خططه في بداية الموسم ومع دوري الأبطال، مطالباً الإدارة بحسم الملف سريعاً. النادي يبحث أيضاً عن بدائل قوية، إذ استهدف يورغن ستراند لارسن من وولفرهامبتون، ونيكولاس جاكسون من تشيلسي، بالإضافة إلى متابعة يوني ويسا من برينتفورد.

ووصف آلان شيرر، أسطورة نيوكاسل وهداف النادي التاريخي، الأزمة بأنها “فوضى كاملة”، مشدداً على أنّ بيع إيزاك الآن يضر بسمعة النادي ويعيد صورته القديمة كنادٍ يفرّط في نجومه. وأضاف أنّ الاحتفاظ باللاعب، حتى ضد إرادته، قد يكون الخيار الأصح رمزياً واستراتيجياً، مؤكداً أنّ المركز الهجومي الذي يشغله إيزاك هو الأغلى وأنّ بدائل مماثلة نادرة.

ما يحدث يعيد إلى الأذهان أزمات مشابهة، مثل هاري كاين في توتنهام، الذي أجبر على البقاء موسمين رغم رغبته في الرحيل، والبرازيلي فيليبي كوتينيو في ليفربول، الذي ضغط بالإضراب قبل انتقاله إلى برشلونة. إيزاك يجمع بين رغبة اللاعب في الرحيل وإصرار الإدارة على التمسك برمزها الهجومي، في أزمة تتجاوز اللاعب لتصبح اختباراً لصدقية المشروع السعودي.