مساجد درعا تدعو إلى التعبئة العامة وحمل السلاح؟ النهار تحقق في الأمر.

مساجد درعا تدعو إلى التعبئة العامة وحمل السلاح؟ النهار تحقق في الأمر.

المتداول: مقطع تضمّن، وفقاً للمزاعم، “دعوة وجهتها، خلال الساعات الماضية، مساجد درعا الى النفير العام وحمل السلاح، في مواجهة التقدم الاسرائيلي الحاصل الآن”. 

 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

 

 

الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 2 نيسان 2025. وقد انتشر يومذاك بالتزامن مع تقارير عن مواصلة القوات الاسرائيلية توغلها في الريف الغربي لدرعا بجنوب سوريا. FactCheck#

 

 

“النّهار” دقّقت من أجلكم

 

المشاهد مصورة وسط عتمة، بينما يسمع في الخلفية صوت رجل يقول (ما أمكن سماعه): “النفير العام. الآن القوات الاسرائيلية بدأت التوغل في أول مدينتنا. الى كل من يملك قطعة السلاح فليخرج الآن وليجاهد في سبيل الله. قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويشفيهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم المؤمنين. هلموا الى الجهاد يا عباد الله”. وقد انتشر المقطع بكثافة خلال الساعات الماضية في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): “مساجد درعا تدعو إلى النفير العام وحمل السلاح ضد التقدم الاسرائيلي الحاصل الآن في ظل تحليق المسيرات الاسرائيلية في أجواء الجنوب”. 

 

 

 

 

 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

 

 

أربعة قتلى على الأقل في سوريا بقصف إسرائيلي

تزامن انتشار الفيديو مع مقتل أربعة أشخاص على الأقلّ في سوريا أمس الثلثاء، بينهم ثلاثة من عناصر الجيش السوري، في قصف إسرائيلي استهدف موقعين، أحدهما قرب العاصمة، والآخر في جنوب البلاد، وفقا ما أعلنت مصادر رسمية في دمشق، التي ندّدت بـ”خرق فاضح” للقانون الدولي، على ما أوردت وكالة “فرانس برس”. 

ونقلت عن مسؤول في وزارة الدفاع السورية طالبا عدم الكشف عن هويته إنّ طائرة “مسيّرة إسرائيلية استهدفت أحد المساكن العسكرية التابعة للفرقة 44 في منطقة الحرجلي بناحية الكسوة بريف دمشق الغربي، ممّا أدّى لسقوط 3 ضحايا من عناصر الفرقة”.

وأتت هذه الغارة بعيد ساعات على إعلان وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) “استشهاد شاب من جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في قرية طرنجة بريف القنيطرة الشمالي”.

 

وكان  عناصر من الجيش الإسرائيلي توغلوا في قرى وبلدات محافظتي القنيطرة ودرعا في جنوب سوريا، ونصبوا حواجز وفتشوا المدنيين واعتقلوا عددا منهم، وفقا لتقارير اعلامية. كذلك، قالت وزارة الخارجية السورية الاثنين إن سوريا تستنكر بشدة ما وصفته “بالتوغل العسكري” الإسرائيلي في ريف دمشق. ورأت أن “هذا التصعيد الخطير يعد تهديدا مباشرا للسلم والأمن الإقليميين، ويجسد مجددا النهج العدواني الذي تنتهجه سلطات الاحتلال (إسرائيل)”.

 

حقيقة الفيديو 

الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 

 

فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، وباستخدام كلمات مفاتيح، يوصلنا الى حسابات نشرته او نشرت التسجيل الصوتي ذاته، في 2 نيسان 2025، بكونه “دعوة من مساجد درعا الى النفير العام وحمل السلاح لصد توغل العدو الاسرائيلي”.

 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب انس هبره في تلغرام في 2 نيسان 2025م

لقطة من الفيديو المنشور في حساب انس هبره في تلغرام في 2 نيسان 2025م

 

لقطة للمنشور في صفحة سوريا الحرة في الفايسبوك في 2 نيسان 2025

لقطة للمنشور في صفحة سوريا الحرة في الفايسبوك في 2 نيسان 2025

 

 

وتزامن انتشار الفيديو مع تقارير اعلامية عن مواصلة القوات الإسرائيلية توغلها في الريف الغربي لدرعا جنوب سوريا، وسط أنباء عن اشتباكات مع مواطنين، مشيرة الى تعالي نداءات من المساجد تدعو الناس “إلى الجهاد“، على أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وأفادت سلطات محافظة درعا، ليل الاربعاء 2 نيسان 2025، في منشور على تلغرام، بتوغل عربات عسكرية للجيش الإسرائيلي في حرش سد الجبلية قرب مدينة نوى غرب درعا، مشيرة إلى تزامن ذلك مع تحليق لطيران الاستطلاع في المنطقة (أ ف ب)

كذلك، أفادت السلطات باستهداف الجيش الإسرائيلي سفح تل الجموع قرب مدينة نوى بالريف الغربي لدرعا “بثلاث قذائف مدفعية”. وأفاد المرصد بتوغلات عسكرية إسرائيلية متكررة في جنوب سوريا خارج المنطقة العازلة.

 

 

وفي تلك الليلة أيضا، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات في سوريا طالت محيط مركز للبحوث العلمية في شمال دمشق، وقرب مدينة حماة وسط البلاد، بينما أكدت الدولة العبرية استهداف “قدرات عسكرية”، في حين أفاد المرصد السوري بمقتل أربعة أشخاص.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن “غارة لطيران الاحتلال الإسرائيلي استهدفت محيط مبنى البحوث العلمية بحي مساكن برزة في دمشق”، إضافة الى “غارة لطيران الاحتلال الإسرائيلي تستهدف محيط مدينة حماة”.

وأكد الجيش الإسرائيلي ليل الأربعاء أنه شنّ ضربات في دمشق وحماة وحمص. وقال في بيان إنه “أغار… في الساعات الأخيرة على قدرات عسكرية بقيت في منطقة قاعدتيْ حماة وT4 (في ريف حمص) السوريتيْن، إلى جانب عدة بنى تحتية عسكرية بقيت في منطقة دمشق”، مؤكدا أنه سيعمل “لإزالة أي تهديد على مواطني دولة إسرائيل”.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أربعة أشخاص في الغارات على مطار حماة العسكري.

 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً أن “مساجد درعا دعت أخيراً الى النفير العام وحمل السلاح، في مواجهة التقدم الاسرائيلي الحاصل الآن”، وفقاً للفيديو المتناقل. في الحقيقة، هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى 2 نيسان 2025. وقد انتشر يومذاك بالتزامن مع تقارير عن مواصلة القوات الاسرائيلية توغلها في الريف الغربي لدرعا بجنوب سوريا.