هل سيوفد ترامب جنوداً إلى أوكرانيا؟

“هل تملك الإدارة خطاً أحمر عندما يرتبط الموضوع بنشر قوات أميركية لحفظ السلام في أوكرانيا؟”.
“لا أعتقد أن هناك خطاً أحمر”، بحسب قول مسؤول أميركي بارز رداً على سؤال مجلة “بوليتيكو”.
جاء هذا الكلام بعد القمة الأوكرانية-الأوروبية-الأميركية في البيت الأبيض.
وأضاف المسؤول: “لذلك أرى أن الأمر يبقى رهن الانتظار. سيحبّ (الرئيس دونالد ترامب) أن يتدخل الأوروبيون. لكن أجد أنه إذا كان الجزء الأخير من الحل هو المشاركة لفترة من الوقت في قوة حفظ سلام، فأعتقد أنه سيفعل ذلك”.
بالتوازي مع هذا الحديث، كان ترامب في مقابلة مسجلة مع “فوكس نيوز”، حين سئل عن نوع الضمانات الأمنية، أجاب: “هم (الأوروبيون) يريدون أن يضعوا قوات على الأرض. نريد أن نساعدهم في أمور، خصوصاً، على الأرجح، إذا كان بإمكانك الحديث عن الجو”.
وحين سئل عما إذا كان سيعد الشعب الأميركي بعدم وضع قوات على الأرض، قال: “لديك تطميني. أنت تعلم، أنا الرئيس”.
إذاً هل سينشر قوات برية؟
يتطابق توصيف المسؤول مع ما فعله ترامب مؤخراً في ملف معقّد آخر: إيران. لم يقصف ترامب البرنامج النووي الإيراني إلا بعدما تأكد من أن الجيش الإسرائيلي حقق سيطرة جوية كاملة على إيران وقلّص إلى حد بعيد صواريخها الباليستية. باختصار، من دون الحرب الإسرائيلية على إيران، لكان الاحتمال الأكبر هو امتناع ترامب عن قصف برنامجها النووي.
ليس مستبعداً حصول أمر مماثل في أوكرانيا. بعد أن تقبل روسيا بقوة غربية ضامنة والتأكد من انتشار الهدوء على الجبهات، يمكن أن ينشر ترامب بعض القوات البرية. لكن المسافة التي تفصل الوضع الحالي عن مرحلة كهذه شاسعة جداً. من المرجح أن يكون كلام المسؤول قد أتى في وقت حصلت الإدارة، أو ظنت أنها حصلت، على موافقة روسية من بوتين بشأن ضمانات أمنية لأوكرانيا – من دون حق نقض روسي. وظهرت العقبة الأولى عند رفض الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في 18 آب/أغسطس، و”بشكل مطلق”، وجود قوات أطلسية في أوكرانيا. إذاً، بحسب المعطيات الحالية، لا يُعدّ نشر أميركا قوات برية في أوكرانيا من الاحتمالات الجدية.
فماذا عن السيناريو الثاني؟
تبدو القوة الجوية خياراً أكثر معقولية، لكن مجدداً، إن استطاعت واشنطن إقناع موسكو بالقبول بقوات أوروبية على الأرض. ليس الأمر أن ترامب غير قادر على الإقناع، لكنه غير راغب بمعاكسة نظيره الروسي فلاديمير بوتين. بإمكان الطرفين الاتفاق على أن القوات الأوروبية الموجودة في أوكرانيا لن تقاتل الروس في حال غزو مستقبلي، بل ستقوم فقط بالتوجيه والتدريب. يُترجم وجود شبكة الأمان الأميركية في حماية تلك القوات من الجو، أو حتى، بشكل محتمل كما قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، عبر نشر منظومات من الصواريخ الدفاعية.
القمة الأميركية-الأوروبية في البيت الأبيض (أ ب)
مع ذلك، تبدو هذه الضمانات ضعيفة. تكتسب أوكرانيا خبرة كبيرة في إدارة عملياتها الخاصة مما يقلل احتمالات حاجتها إلى التدريب. يمكن للمرء أن يتساءل عما إذا كانت أوروبا هي التي تحتاج إلى بعض الخبرة العسكرية من أوكرانيا أحياناً. والمنظومات الدفاعية وحدها لا تعطي الطيارين ضمانات صلبة.
بالرغم من الحماسة حيال القمة الأخيرة في واشنطن، يبدو أن حل الضمانات الأمنية مراوغ… بمقدار ما هو ملتبس.