عناصر الجولاني يجبرون جنود الجيش اللبناني على الاستسلام عند الحدود؟ تحقق النهار من الحقائق.

عناصر الجولاني يجبرون جنود الجيش اللبناني على الاستسلام عند الحدود؟ تحقق النهار من الحقائق.

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، “تعرّض دورية للجيش اللبناني للإذلال على الحدود أخيراً على يد عناصر من القوات السورية التابعة للرئيس السوري أحمد الشرع”. 

 

 

الا أنّ هذا الادعاء خاطئ.

 

 

الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، إذ عثرنا عليها مؤرشفة في حساب “تلفزيون الجديد” في يوتيوب، في 29 حزيران 2013، بكونها “لتوقيف الجيش السوري الحر جنوداً في الجيش اللبناني”. وأوضحت قيادة الجيش اللبناني في بيان يومذاك أن “الحادثة المذكورة حصلت في 16 أيلول 2012 في منطقة وشل القريص بجرود عرسال، مشيرة إلى أن المجموعة العسكرية وقعت في كمين مسلّح نصبه الجيش السوري الحر”. FactCheck#

 

 

“النّهار” دقّقت من أجلكم 

 

 

51 ثانية. تظهر المشاهد عسكريين ركعوا على الارض، بينما تجمّع حولهم رجال مسلّحون هتفوا “الله اكبر” و”قائدنا الى الابد سيدنا محمد”. وقد انتشر المقطع أخيراً في حسابات كتبت معه: “جماعة الجولاني مركعين عناصر الجيش اللبناني”، وايضا “جماعة الجولاني أذلوا دورية للجيش اللبناني”.

 

 

 

 

 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)

 

حقيقة الفيديو 

بعد انتشار الفيديو بكثافة، نبّه مستخدمون الى أنّ هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى واقعة أسر جنود لبنانيين في جرود عرسال. 

 

وكانوا محقين. 

 

فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، وباستخدام كلمات مفاتيح، مثل كتيبة أو دورية من الجيش اللبناني، أسرى، وعرسال، يوصلنا عبر خيوط الى جزء من هذه المشاهد مؤرشفة في حساب “تلفزيون الجديد” في يوتيوب، في 29 حزيران 2013، بعنوان: “الجيش اللبناني ينفي أسر عسكريين”. 

 

ويمكن مشاهدة المقطع في التوقيت 0.54 في الفيديو أدناه.

 

 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب تلفزيون الجديد في يوتيوب، في 29 حزيران 2013

لقطة من الفيديو المنشور في حساب تلفزيون الجديد في يوتيوب، في 29 حزيران 2013

 

وذكرت القناة اللبنانية، في تقريرها، ان المشاهد التي انتشرت يومذاك في وسائل التواصل الاجتماعي زُعِم انها تظهر “وقوع جنود في الجيش اللبناني أسرى على يد الجيش السوري الحر”. 

 

وتلت بياناً أصدرته قيادة الجيش اللبناني بشأن الفيديو، وجاء فيه: “عرض على بعض مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة مشاهد لتوقيف الجيش السوري الحر مجموعة عسكرية من الجيش اللبناني، مع التلميح إلى أن الحادثة حصلت داخل الأراضي السورية بعد العملية العسكرية للجيش في عبرا (مدينة صيدا جنوب لبنان). يهم قيادة الجيش أن توضح أن الحادثة المذكورة حصلت بتاريخ 16 أيلول 2012 في منطقة وشل القريص بجرود عرسال. وأعلنتها في حينه قيادة الجيش، مؤكدة أن المجموعة العسكرية وقعت في كمين مسلح نصبه الجيش السوري الحر”.

 

وعرضت يومذاك مواقع اخبارية وحسابات مشاهد أخرى لهؤلاء الجنود اللبنانيين. وتظهر فيها السيارة العسكرية اللبنانية بالرقم ذاته (ادناه الى اليسار)، كما يُشاهد في المقطع المتناقل (الى اليمين). 

 

لقطة من الفيديو المنشور في موقع سكاي نيوز عربية في 29 حزيران 2013

لقطة من الفيديو المنشور في موقع سكاي نيوز عربية في 29 حزيران 2013

 

 

 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب جبهة قوى الثورة لتحرير سوريا في يوتيوب، في 29 حزيران 2013

لقطة من الفيديو المنشور في حساب جبهة قوى الثورة لتحرير سوريا في يوتيوب، في 29 حزيران 2013

 

مقارنة بين لقطات من الفيديو المتناقل والفيديو المنشور في موقع سكاي نيوز عربية في 29 حزيران 2013

مقارنة بين لقطات من الفيديو المتناقل والفيديو المنشور في موقع سكاي نيوز عربية في 29 حزيران 2013

 

 

ونقل يومذاك موقع “أورينت نت” عن الناطق الرسمي باسم الجبهة الجنوبية التابعة لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر مطر اسماعيل معلومات عما حصل مع دورية الجيش اللبناني في الفيديو، قائلاً: “وقتها قامت دورية من الجيش اللبناني تضمّ 3 سيارات (هامر)، ويقودها ضابط، بالتوغل عن طريق الخطأ في الأراضي السورية. بداية، توقع عناصر الجيش الحر في المنطقة (القلمون) أن هذه القوة دخلت لمساندة أحد حواجز النظام الحدودية وتم التعامل معها على هذا الأساس”.

وأشار الى أنه “لم يجرِ أي اشتباك بين القوتين، الحمد لله، لكن تمّ أسر جنود الجيش اللبناني من دون أي إساءة. وبعد التحقيق بالأمر، تبيّن لعناصر لواء الحمد الموجود في المنطقة أنهم دخلوا عن طريق الخطأ إلى المنطقة، فتم إطلاق سراحهم”.

 

كذلك، أصدر لواء الحمد في الجيش السوري الحر بياناً توضيحياً للمقطع الخاص بلواء الحمد بشأن اعتقال الجنود اللبنانيين، قائلا إنه “تم إلقاء القبض على دورية من الحرس اللبناني في سلسلة جبال لبنان القلمون الشرقية منذ فترة زمنية تتجاوز الخمسة أشهر، وذلك لتخطيهم الشريط الحدودي الفاصل بين دولتي سوريا ولبنان. وتم التأكد من عدم تقدمهم لمساندة نقاط عسكرية لنظام الأسد، وتم الإفراج عنهم ومعاملتهم معاملة حسنة. وتمت إعادتهم إلى الشريط الحدودي الذي تخطوه، ولم يتم اغتنام أي من أسلحتهم أو سيارتهم، وليس لهذا المقطع أي علاقة بما يتمتداوله بخصوص الشيخ الأسير”.

وأضاف لواء الحمد: “حينها لم ننشر مقطع الفيديو حفاظاً على شعور الجنود اللبنانيين الذين تم إلقاء القبض عليهم. إلّا أنه بعد ما رأيناه من مساندة الجيش اللبناني لحزب الله ومعاملتهم للشعب السوري، قررنا نشر المقطع”.

 

لقطة للخبر في موقع أورينت نت في 1 تموز 2013

لقطة للخبر في موقع أورينت نت في 1 تموز 2013

 

 

 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً أن الفيديو المتناقل يظهر “تعرّض دورية للجيش اللبناني للإذلال على الحدود أخيراً على يد عناصر من القوات السورية التابعة للرئيس أحمد الشرع”. في الحقيقة، هذه المشاهد قديمة، إذ عثرنا عليها مؤرشفة في حساب “تلفزيون الجديد” في يوتيوب، في 29 حزيران 2013، بكونها”لتوقيف الجيش السوري الحر جنوداً في الجيش اللبناني”. وأوضحت قيادة الجيش اللبناني في بيان يومذاك أن “الحادثة المذكورة حصلت بتاريخ 16 أيلول 2012 في منطقة وشل القريص بجرود عرسال، مشيرة إلى أن المجموعة العسكرية وقعت في كمين مسلّح نصبه الجيش السوري الحر”.