تامر حسني في بيروت: الجمهور يحتاج إلى اعتذار

تامر حسني في بيروت: الجمهور يحتاج إلى اعتذار

على الرغم من حضوري العديد من حفلات بيروت هذا العام، قررت أن أذهب للمرة الأولى إلى حفل الفنان المصري تامر حسني في “الفوروم دي بيروت” أمس السبت، لأنني أحب أغنياته وأعماله، لكنني لم أكن أتوقع ما واجهته من قلّة تنظيم ولامبالاة في هذا الحفل، خصوصاً بعد الاستقبال الكبير له في أحد فنادق بيروت بالدبكة التقليدية والورود واللافتات.

اختلطت مشاعري في حفل حسني بين الإحباط وانعدام التقدير والاحترام، وحتى شعور “الذل” تجاه جمهور لبناني وعربي واسع، قطع مسافات وخصّص من وقته وعطلته للقاء فنان عربي نفتخر به ونحبه. ولم يكن الانتظار لاعتلاء تامر حسني المسرح ساعة كما يحدث مع العديد من الفنانين، بل استمر لثلاث ساعات ونصف من الانتظار غير المبرر، لا من المنظمين ولا حتى من الفنان عند اعتلائه المسرح… ولنتجاوز التبريرات، لكن ألم يستحق الجمهور اعتذاراً من حسني؟

 

 

وبينما سعى نجوم لبنانيون وعرب وعالميون، مثل ماجدة الرومي ومروان خوري ووائل كفوري وإليسا، وصولًا إلى كاظم الساهر وجيسون ديرولو وغيرهم، لإحياء صيف لبنان وإظهاره بأبهى حلله، بحضور عدد كبير من المغتربين والسياح العرب الذين اختاروا لبنان هذا الصيف للاستمتاع بمهرجاناته وأجوائه بعد فترة انقطاع طويلة بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة والتحديات التي واجهها البلد، جاء حفل تامر حسني بعكس التوقعات.

لا أعلم سبب هذا التأخير، ولا إذا كان “تبريرهم المجهول” منطقياً أم لا، لكن اعتلاء حسني المسرح في الساعة 11:30 مساءً بدلًا من الساعة 8:00 وفق ما هو مذكور على البطاقات، لا مبرر له برأيي. ورسالة الحب التي وجهها حسني إلى لبنان والشعب اللبناني على المسرح لم تكن كافية، فالتعب والإرهاق الواضح على الجمهور وغياب عدد كبير منه قبل انتهائه، يختصران كل ما أقوله. 

 

 

ولا ننسى تجاهل الصحافة اللبنانية والعربية التي تواجدت في الفندق صباح ذلك اليوم لمعرفة تحضيراته للحفل ورسالته إلى جمهوره اللبناني، وامتناعه عن التصريح لأي جهة. وعلى الرغم من التزامنا بعملنا الصحافي وانتظارنا لساعات في الفندق من دون جدوى، توجهنا إلى الحفل لعلّ شيئاً يعوّض ما مررنا به، لكن الأمور انقلبت إلى الأسوأ، مما دفعني لكتابة هذه المقالة اليوم، لأكون صوت ولسان الجمهور الذي انتظر لساعات طويلة، محاولاً التمسك بالفرح والإيجابية كعادة الشعب اللبناني، رغم قلة التنظيم والاستخفاف بالحضور.