الرئيس اللبناني جوزف عون: هل صحيح أن “لبيزعل يزعل”؟ النهار تجري تحققات FactCheck

وأقدم المحتجون على قطع طريق مطار بيروت أمس الجمعة، قبل ان يعمل الجيش اللبناني على إعادة فتحها وتعقّب المحتجين.

وحذّرت قيادة الجيش اللبناني “المواطنين من تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج”، مؤكداً “ضرورة تحلّيهم وتحلي جميع الفرقاء بالمسؤولية في هذه المرحلة الصعبة، وأهمية وحدتهم وتضامنهم بهدف تجاوز الأخطار المحدقة ببلدنا”.

وكانت الحكومة اللبنانية أقرت، الخميس، أهداف الورقة الأميركية المتعلّقة بإنهاء الوجود المسلّح على كامل الأراضي اللبنانية، بما فيه “حزب الله”، ونشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية، وذلك بغياب الوزراء الشيعة الذين انسحبوا من الجلسة من دون أن ينسحبوا من الحكومة، وذلك اعتراضاً على إصرار الحكومة على مناقشة الورقة، مطالبين بتثبيت وقف إطلاق النار قبل مناقشتها.

حقيقة الفيديو 

الا ان الكلام المتناقل لرئيس الجمهورية جوزف عون لا علاقة له بهذه التطورات، وله سياق مختلف، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.

فالبحث عن المقطع يوصلنا الى المشاهد الاصلية الكاملة لعون منشورة في حساب قناة “سكاي نيوز عربية” في يوتيوب، في 30 نيسان 2025، بعنوان: “مقابلة خاصة لسكاي نيوز عربية مع الرئيس اللبناني جوزف عون”.

ويمكن مشاهدة الجزء المتعلق بقول عون “بيزعل يزعل وبيرضى يرضى ومش عاجبو ما يعجبو” في التوقيت 23.24 في الفيديو أدناه. أما قوله “انا بالنهاية بعمل ضميري وواجباتي تجاه بلدي”، فنجده قبل ذلك، في التوقيت 22.55. 

لقطة من الفيديو المنشور في حساب قناة سكاي نيوز عربية في يوتيوب، في 30 نيسان 2025

وهذا يعني، اذاً، أنّ القولين اقتُطِعا ورُكّبا معاً، لجعلهما في جملة واحدة مترابطة. 

ولنفهم السياق الحقيقي لكلام عون، يجب ان نعود الى التوقيت 21.09، عندما سأله الصحافي عماد الدين أديب (بالعامية ومن دون تدخل): “دعني اسألك سؤال شخصي. حينما تذهب لتخلد الى النوم وفي الفراش وقاعد تفكر. حزب الله يقول ان الدولة تتعامل بنعومة. في نفس الوقت، ما كان يسمى بمعارضه حزب الله تقول زي ما بتقولوا باللبناني، ما بطحش في حزب الله، فاتهم بالنعومة مع حزب الله. تأتي السيدة اورتيغوس والرسائل الامريكية وتطالبك بالانجاز. الاشقاء العرب في الاجتماعات الشخصية والرسائل يقولون لك نحن نريد ان نرى الاستقرار والسيطرة على الامور. كل واحد منهم يضغط عليك شخصيا بشكل مخالف. فإذا حققت لالف ما يريده، اصبح عندك مشكلة مع باء. يعني كيف ترضي جميع الاطراف، وهي كلها مطالبها متناقضة مع بعضها البعض، وانت تريد ان تتجنب مشاكل ومواجهة وحرب ودماء اخرى”. 

جواب عون: “بعمل ضميري ومصلحة لبنان العليا. اللي بيتحكم باللعبة كلها السلم الاهلي. وهذا الموضوع، واي موضوع، او اي مشكلة بالداخل اللبناني لا تُقارب الا بالحوار والتواصل مع الآخرين. وكلن لازم يكونو تحت سقف الدولة، لانو الدولة هي بتحمي الكل. وما في عزل لحدا. كل العالم مشاركين، وكل العالم مسؤولة عن حماية السلم الاهلي. هلق كل واحد بدو يحكي ويبدي رأيه، حر. انا بالنهاية بعمل ضميري وبعمل وجباتي تجاه بلدي. المتحكم بقراراتي او بمقاربتي للمواضيع هي المصلحة العامة للبلد، المصلحة العليا للبلد، وحماية السلم الاهلي.

هلق بالسياسة، ما في عندك ترضي كل العالم. واحد واحد يمكن يساوو 10، يمكن يساوو اثنين، يمكن يساوو صفر بالسياسة. ولكن بتعمل المصلحة العامة وبتمشي على أساسها. هلق بيزعل يزعل بيرضى يرضى، مش عاجبو ما يعجبو. بالنهاية النتيجة الاساسية نوصل لخواتيم ايجابية لمصلحة البلد بدون حرب. منبعد عن لغة الحرب. شو البديل عن لغة الحرب هي لغة التواصل، لغة التفاهم مع الآخر. برجع بقول مش بس مشكلة حزب الله. ايا مشكلة بلبنان، مش المشكلة الاقتصادية؟ مش قانون السرية المصرفية؟ معالجة الفجوة، الودائع بلبنان؟ هيدي كلها بتتعالج ضمن التواصل والحوار مع الآخر”.

في تلك المقابلة، قال ايضاً الرئيس عون إن الجيش اللبناني يسيطر على 85 بالمئة من جنوب البلاد، وما يعيق استمرار انتشاره هو احتلال إسرائيل للنقاط الخمس وخروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار.

وذكر خلال المقابلة الخاصة التي أجراها معه عماد الدين أديب على قناة “سكاي نيوز عربية” من بيروت،  أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل تم برعاية أميركية وفرنسية، وبات الجيش اللبناني يسيطر على أكثر من 85 بالمئة من الجنوب اللبناني برغم محدودية إمكاناته، مشددا على أن ما يعيق انتشاره الكامل على الحدود هو احتلال إسرائيل للنقاط الخمس اللبنانية.

وفي ما يتعلق بالسلاح، قال: “الأهم هو تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وهو الأساس.. أما الأسلحة الخفيفة فهي ثقافة عند اللبناني أن يكون لديه سلاح خفيف فمن الصعوبة أن نجمع كل هذه الأسلحة الخفيفة… ولكن يجب أيضا التركيز على السلاح الذي بيد الفلسطينيين، وليس فقط اللبنانيين وحزب الله “.

تقييمنا النهائي: اذاً، قول رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون “بيزعل يزعل وبيرضى يرضى ومش عاجبو ما يعجبو”، لا علاقة له باعتراض الثنائي الشيعي على إقرار الحكومة اللبنانية أهداف الورقة الاميركية بشأن نزع سلاح حزب الله، وتنفيذ أنصار له تحركات احتجاجية في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق لبنانية عدة أخيراً. وكلام عون اقتُطِع في شكل مضلل من مقابلة معه على قناة “سكاي نيوز عربية” في 30 نيسان 2025. وجاء في سياق مختلف.