نجوم تألقوا بأزياء “الإعارة”

في عالم كرة القدم، تظل فترة الإعارة تجربة حاسمة وحافلة بالتحديات لكل لاعب يبحث عن فرصة لإثبات نفسه وإعادة كتابة مسيرته، ورغم القاعدة الشهيرة التي تحذر المشجعين من “الوقوع في حب لاعب معار”، فإن هناك العديد من النجوم الذين تمكنوا خلال فترات إعارتهم من خطف الأنظار وترك بصمة لا تُنسى في الأندية التي حملوا ألوانها موقتاً.
في هذا التقرير نستعرض أبرز هؤلاء النجوم الذين سطعوا بقميص الإعارة، وحفروا أسمائهم في ذاكرة الجماهير:
أنتوني – ريال بيتيس
في صفقة كبيرة دفع مانشستر يونايتد 95 مليون يورو للتعاقد مع النجم البرازيلي أنتوني، إلا أن اللاعب لم يتمكن من تقديم الأداء المنتظر خلال سنواته الأولى في الفريق الإنكليزي، وفي كانون الثاني/ يناير 2025، وبعد ثلاث سنوات من التحديات، قرر مانشستر يونايتد إعارته إلى ريال بيتيس الإسباني، حيث وجد أنتوني ضالته الحقيقية.
في النادي الأندلسي، أصبح “أنطونيو دي تريانا”، كما أطلق عليه مشجعو بيتيس، أحد أعمدة الفريق بلا منازع، تألق خلال النصف الثاني من الموسم، مسجلاً 9 أهداف ومساهماً بـ5 تمريرات حاسمة، وكان أحد العناصر الأساسية في مسيرة الفريق حتى وصل إلى نهائي الدوري الأوروبي “كونفرنس ليغ”.
خوسيلو – ريال مدريد
تعود قصة خوسيلو مع ريال مدريد إلى أيام شبابه، إذ غادر النادي صغيراً بحثاً عن فرص اللعب، لكن في حزيران/ يونيو 2023، عاد إلى “القلعة البيضاء” في صفقة إعارة من إسبانيول، حاملاً في جعبته خبرة ثلاثين عاماً وشهرة مهاجم حقيقي في منطقة الجزاء.
كانت مهمة خوسيلو واضحة، وهي أن يكون رأس الحربة القاتل الذي يحل المشاكل في اللحظات الحاسمة، وبالفعل، لم يخيب ظن الجماهير؛ فقد تحول من لاعب يكاد لا يرى الملعب إلى بطل صنّف منقذ ريال مدريد في موسم لا يُنسى.
وفي مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ، أحرز خوسيلو هدفين قاتلين في ثلاث دقائق فقط، ليقود فريقه إلى نهائي المسابقة الأغلى، وفي مجموع الموسم، سجل 17 هدفاً، ورفع مع الفريق لقب الدوري الإسباني ودوري الأبطال، لكنه كان أكثر من مجرد أهداف، فقد أسر القلوب بحماسته وعشقه الذي لا يفتر للنادي.
لوك دي يونغ – برشلونة
في 2020، جاء الهولندي لوك دي يونغ إلى برشلونة على سبيل الإعارة من إشبيلية كحل طارئ لمشاكل الهجوم التي عانى منها الفريق الكاتالوني، وكانت بداية مستهلة من التشكيك في قدراته، إلا أن دي يونغ سرعان ما قلب الموازين.
سجل الهولندي أهدافاً حاسمة، وأنقذ مباريات بأهداف رأسية متقنة، وأصبح واحداً من اللاعبين المفضلين لدى الجماهير بسبب تواضعه وإخلاصه داخل الملعب، ومع مرور الأسابيع، نما ارتباط لوك بجماهير “الكامب نو” حتى أصبح وداعه لحظة حزينة للجميع، حيث كان يرحل وهو محمل بالحب والتقدير، وتظل فترته في برشلونة مثالاً على كيف يمكن للاعب أن يتحول إلى بطل رغم أنصاف الفرص.
أشرف حكيمي – بوروسيا دورتموند
حكاية النجم المغربي أشرف حكيمي مع بوروسيا دورتموند هي مثال واضح على نجاح الإعارة، فبعد انتقاله من ريال مدريد معاراً في 2018، أصبح حكيمي “الجدار الأصفر” بفضل سرعته الفائقة ومهاراته الهجومية والدفاعية.
أشرف حكيمي – بوروسيا دورتموند. (وكالات)
في موسمين مع دورتموند، خاض 73 مباراة، سجل 12 هدفاً وصنع 17 تمريرة حاسمة، وهي أرقام رائعة للاعب في مركز الظهير.
كذلك ساعد الفريق في التتويج بكأس السوبر الألماني عام 2019، كما أثبت أنه لا يكتفي باللعب فحسب، بل يضيف قيمة حقيقية ويصنع الفارق في أصعب اللحظات، ليظل أحد أبرز الوجوه التي لا تُنسى في تاريخ النادي.
تشيتشاريتو – ريال مدريد
في عام 2014، انتقل المهاجم المكسيكي خافيير “تشيتشاريتو” هيرنانديز إلى ريال مدريد على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد، وجاء ليكون خياراً بديلاً في الهجوم، خصوصاً في ظل اعتماد الفريق على كريم بنزيما.
وعلى رغم جلوسه على مقاعد البدلاء في كثير من المباريات، فقد نجح في تقديم مساهمات بارزة بتسجيل 9 أهداف وصناعة 6، وكان هدفه الشهير في شباك أتلتيكو مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا من اللحظات التي لا تُنسى في مسيرة الفريق، حيث حسم التأهل إلى نصف النهائي.
كارلوس تيفيز – مانشستر يونايتد
في 2007، انتقل النجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز إلى مانشستر يونايتد على سبيل الإعارة قادماً من وست هام. أظهر تيفيز موهبة استثنائية خلال موسمين مع الفريق الأحمر، حيث سجل 34 هدفاً وقدم 11 تمريرة حاسمة في 99 مباراة.
كان من العناصر الأساسية التي قادت الفريق للفوز بلقبي الدوري الإنكليزي لكرة القدم ودوري أبطال أوروبا عام 2008، ورغم ذلك، انتقل لاحقاً إلى غريمه التقليدي مانشستر سيتي، ما تسبب بصدمة كبيرة لجماهير الشياطين الحمر، وأثار جدلاً كبيراً بسبب انتقاله إلى “العدو”.
إدغار دافيدس – برشلونة
في كانون الثاني/ يناير 2004، وصل إدغار دافيدس إلى برشلونة على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر، في وقت كان الفريق يعاني فيه للخروج من أزمة النتائج والتراجع في جدول الدوري.
بحلوله، قدم دافيدس تأثيراً فورياً، وكان لأدائه القوي وروحه القتالية، بالإضافة إلى مظهره المميز برأسه المغطى برستاته ونظارته الشهيرة، وقع كبير في نفوس زملائه والمنافسين على حد سواء.
ساهم الهولندي في تغيير ديناميكية الفريق، ونجح برشلونة في إنهاء الموسم في المركز الثاني والتأهل لدوري أبطال أوروبا، ورغم رغبة الطرفين في استمرار العلاقة، غير أنهما لم يتوصلا إلى اتفاق، وانتقل دافيدس بعدها إلى إنتر ميلان.
فيرناندو مورينتس – موناكو
كان فيرناندو مورينتس من أبرز المهاجمين في عصره، لكنه واجه تحديات في ريال مدريد مع وجود العديد من النجوم الهجومية. وفي 2003، تم إعارته إلى موناكو الفرنسي، حيث تألق بشكل لافت، إذ سجل 22 هدفاً خلال الموسم، منها 9 في دوري أبطال أوروبا، مما ساعد الفريق على الوصول إلى نهائي البطولة للمرة الأولى في تاريخه.
ورغم خسارة النهائي أمام بورتو، ترك مورينتس بصمة لا تُنسى في صفوف مشجعي موناكو، كما حقق هدفه في الاستعداد لكأس الأمم الأوروبية 2004.