رقم 10 في نابولي… إرث مارادونا الذي لا يمسّ.

في عالم كرة القدم، يبقى حجب رقم القميص تكريماً خالداً للأسطورة التي ارتدته، إلا في نابولي حيث يأخذ الأمر بعداً أعمق؛ فالرقم 10 ليس مجرّد رقم، بل هو مرادف لاسم دييغو أرماندو مارادونا، اللاعب الذي حوّل أحلام المدينة إلى واقع ذهبي.
ورغم مغادرة “دييغو” الفريق عام 1991 بعد عقوبة إيقاف مثيرة للجدل، فإن الرقم 10 لم يُسحب رسمياً إلا في 8 آب/أغسطس 2000، في حفل مهيب شهد تكريماً للأسطورة الأكبر في تاريخ النادي.
دييغو أرماندو مارادونا. (وكالات))
لكن إفلاس النادي عام 2004، وإعادة تأسيسه في دوري الدرجة الثالثة، فرض على الإدارة إعادة القميص إلى الملعب التزاماً بلوائح الاتحاد، مما شكل صدمة لجماهير اعتبرت الرقم 10 مقدساً.
من قمة المجد إلى قاع الانهيار
بين 1984 و1991، قاد مارادونا نابولي لتحقيق أول لقبين للدوري الإيطالي، وكأس الاتحاد الأوروبي، محطماً هيمنة أندية الشمال، ومؤسساً لعلاقة عشق أبدية بينه وبين المدينة. لكن انحداراً بدأ بعد رحيله إلى حد الهبوط إلى الدرجة الثانية، ثمّ الإفلاس الذي أوقف كلّ شيء.
معركة “آخر من ارتدى الرقم 10”
في موسمي 2004/05 و2005/06 بالدرجة الثالثة، ارتدى الرقم 10 عدد من اللاعبين، أبرزهم الأرجنتيني روبرتو سوسا، الذي وثّق تجربته في كتاب بعنوان “الرقم 10 الأخير”، مؤكداً أنه لعب به آخر مرة في نيسان/أبريل 2006، والأوروغوياني ماريانو بوغلياتشينو، الذي يصرّ على أنه كان آخر من حمل الرقم في مباراة فاصلة بعد ذلك.
رقم لا يقبل المساومة
اليوم، الرقم 10 في نابولي هو ملكية خالصة لمارادونا، حتى أن النجم البلجيكي كيفين دي بروين تراجع عن ارتدائه بعد انضمامه، مفضّلاً الرقم 11. وفي مدينة بات ملعبها يحمل اسم “دييغو أرماندو مارادونا”، يبقى هذا الرقم رمزاً خالداً لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه.