الأمير فيصل للنهار: السعودية تسجل التاريخ في ألعاب الفيديو وتفتح الأبواب أمام العرب.

في زمن تحولت فيه الرياضات الإلكترونية من مجرد شغف وهواية إلى صناعة بمليارات الدولارات، تقف السعودية في طليعة الدول التي ترسم مستقبل هذه الرياضة وتبني لها منصات عالمية.
بين الخطط الطموحة والبطولات العالمية والجوائز المالية التاريخية، يبرز اسم الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية برئاسة الأمير فيصل بن بندر بن سلطان كقوة دافعة وراء هذا التحول الاستثنائي.
وهنا نص الحوار
*كيف تقيّم موقع السعودية على خريطة الرياضات الإلكترونية عالمياً؟
– بفضل الله، وبدعم من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، استطعنا أن نجعل من السعودية مركزاً عالمياً لهذا القطاع. منذ انطلاق رؤية 2030، شهدت المملكة نمواً كبيراً في مختلف القطاعات، وتحديداً في الرياضات الإلكترونية، وثبتنا موقعنا العالمي من خلال استضافة كأس العالم لسنتين على التوالي.
*ماذا حققتم منذ انطلاقة الاتحاد؟
– في عام 2018 انطلق الاتحاد، كان هناك نادٍ فقط في الرياضات الإلكترونية، و6 لاعبين، وشركة لصناعة الألعاب؛ الآن، يوجد أكثر من 100 نادٍ، وأكثر من 1300 لاعب، وأكثر من 35 شركة لصناعة الألعاب.
الأمير فيصل خلال كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض. (حساب الاتحاد السعودي على إكس)
*أبرز التحديات التي واجهتكم؟
– التحدّي الأكبر كان غياب المعلومات. لم نكن نعرف ما هو موجود في السعودية: الجماهير، والمجتمع، وأنظمة الكومبيوتر والشركات. ولكن بعد الشراكة مع وزارة الرياضة ووزارة الاتصالات، استطعنا تحديد ما يحصل على الأرض. وفي إحصائية أجريناها، اكتشفنا أن 67 في المئة من الشعب السعودي يعتبرون أنهم لاعبون، ثم نجحنا في تطوير السوق السعودية لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم.
وفي 2018، لم يكن هناك أي لعبة موجودة على الشبكات السعودية. الآن، أكثرها موجودة، واستطعنا تقوية الأنظمة والقوانين. ومع وزارة الرياضة، باتت الرياضات الإلكترونية مهمة في السعودية، فبعدما كانت في البداية شغفاً، أصبحت اليوم هوية سعودية في مسار مهني عالمي.
الأمير فيصل خلال كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض. (حساب الاتحاد السعودي على إكس)
*كيف تساهم الرياضات الإلكترونية في تنويع مصادر الدخل وفق رؤية 2030؟
– من ضمن الاستراتيجية الوطنية، سيكون الدخل من قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية نحو 50 مليار ريال سعودي (13 مليار دولار أميركي)، أي ما يساوي تقريباً 1 في المئة في 2030.
كذلك، سيساهم هذا القطاع في تأمين فرص عمل بنحو 39 ألف وظيفة، إلى جانب 250 شركة ومؤسسة بين محلية ودولية، بالإضافة إلى عدد اللاعبين الذي سيزداد بشكل كبير من المدارس والجامعات، بالتعاون مع وزارة التعليم.

الأمير فيصل خلال كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض. (حساب الاتحاد السعودي على إكس)
*كيف ترى إقبال السيدات على الرياضات الإلكترونية؟
– عندما نتحدث عن المجتمع السعودي للألعاب، فهناك تقريباً 48 في المئة من السيدات، و52 في المئة من الرجال. الشغف موجود، ونعمل من أجل إعطائهم الفرصة. الأدوات متوافرة ليصبحوا محترفين وليتخذوا المسار المهني الصحيح في حياتهم.
وإذا تحدثنا عن الشركات الموجودة المتعلقة بالألعاب، فالإقبال عند السيدات كبير جداً، إذ إن النسبة الأكبر من الذين يعملون في هذا القطاع سيدات. وإذا تحدثنا عن قطاع الرياضات الإلكترونية والمحترفين، فالنسبة هي 20 في المئة، وهذا الرقم كبير مقارنة بأيّ دولة أخرى. المعدّل عالمياً هو 5 في المئة، والأقرب إلينا هو 12 في المئة في إحدى الدول الأوروبية.
وهذا شرف لي أن أكون ضمن فريق العمل الذي يعطي الفرصة لهؤلاء الشباب والشابات لإظهار مهاراتهم وقدراتهم للعالم كله.
*هل يمكن أن تتفوق الرياضات الإلكترونية على التقليدية؟
-طبعاً، في السنة الأولى لكأس العالم للرياضات الإلكترونية كان لدينا أكثر من 500 مليون مشاهد، وأكثر من 250 مليون ساعة من البث، وأكثر من 5 مليارات مشاهدة وتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي؛ وكل هذا في حدث رياضي واحد فقط.
ستتساوى الرياضات الإلكترونية مع التقليدية، حين نرى لاعباً من الأولى، لديه علامة تجارية مثل كريستيانو رونالدو أو مايكل جوردان، وهذا الأمر ليس إلا مسألة وقت.
الجماهير خلال كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض. (حساب الاتحاد السعودي على إكس)
*الحدث المقبل في السعودية؟
-نحن منفتحون ونتحدث مع الجميع، ولا أحب أن أعلن عن حدث إلا حين أتأكد من إنجازه. وأؤكد أننا نعمل كل يوم من أجل الأفضل والأكثر في السعودية وحتى في المنطقة والعالم.
*رسالة إلى الجيل الجديد؟
-هذا هو وقتكم. احصلوا على الفرصة وحاولوا. إذا كان لديكم شغف الألعاب، فكل الأدوات متوافرة الآن. لدينا الكثير من القصص في الدول العربية لا أحد يعرفها، هذه فرصتنا للحصول على القصص وإظهارها أمام العالم بطريقة يمكن للجميع التعامل معها.
ولكل من لديه الشغف بأن يصبح لاعباً محترفاً، أقول له إن البطولات موجودة. هناك الاتحاد العربي والاتحاد السعودي والاتحاد الخليجي، وكلنا منطقة واحدة. أنا لا اعتبر أننا أنجزنا إلا ونحن كمنطقة ننجز مع بعضنا البعض. هذا هو الوقت، اتخذوا الخطوة الأولى وساهموا، وكل الدول العربية معكم. الفرصة متاحة والمسارات المهنية موجودة، وهذه فرصتنا لإثبات مكاننا كعرب في القطاع العالمي.
الأمير فيصل خلال كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض. (حساب الاتحاد السعودي على إكس)