‘جسر الطموحات أم فخ العصابات؟’… إيطاليا تعلن عن مشروع أطول جسر معلق في العالم.

أعلنت الحكومة الإيطالية رسمياً، عن إطلاق مشروع بناء “جسر مضيق ميسينا”، الذي يُتوقع أن يكون أطول جسر معلق في العالم، بطول 3300 متر وارتفاع يبلغ 400 متر، ليربط جزيرة صقلية بمنطقة كالابريا في جنوب البلاد، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
Strait of Messina Bridge gets definitive green light from the Italian government.
The project includes the construction of a 3.3 km suspension bridge, 40 km of road and rail links and should be completed in 2032.
This is its design.pic.twitter.com/GubM9hKMBU
— Massimo (@Rainmaker1973) August 6, 2025
سيضم الجسر ثلاثة مسارات مخصصة للسيارات ومسارين للسكك الحديدية، ما سيقلص زمن التنقل بين البر الرئيسي وصقلية من نحو ثلاث ساعات باستخدام العبّارات إلى دقائق معدودة. وتقدّر كلفة المشروع بنحو 13.5 مليار يورو.
فرصة لإنعاش جنوب إيطاليا
تعتبر الحكومة الإيطالية المشروع دفعة قوية للتنمية، خاصة في منطقتي صقلية وكالابريا، اللتين تسجلان أعلى معدلات بطالة بين الشباب.
من جهتها، أشارت صحيفة “لا ريبوبليكا” إلى أنّ “المشروع قد يوفّر 120 ألف فرصة عمل سنوياً خلال مرحلة البناء”.
نائب رئيس الوزراء ووزير البنية التحتية، ماتيو سالفيني (رويترز)
كما وصف نائب رئيس الوزراء ووزير البنية التحتية، ماتيو سالفيني، المشروع بأنّه “حلم يتحقق”، بينما أكدت رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني أنّه سيكون “رمزاً للقدرة الهندسية الإيطالية”، و”إرادة سياسية لتعزيز البنية التحتية في الجنوب”.
انتقادات بيئية وتحذيرات أمنية
رغم الدعم السياسي، يواجه المشروع معارضة من منظمات بيئية، أبرزها “ليغامبينتي صقلية” التي حذرت من كارثة بيئية محتملة، نظراً لوقوع المنطقة ضمن محمية بحرية، وكونها ممراً رئيسياً للطيور المهاجرة.
في المقابل، عبّرت السلطات القضائية في ميسينا عن قلقها من “احتمال تسلل منظمات المافيا إلى تنفيذ المشروع، في ظل تشابك المصالح الاقتصادية وضخامة الميزانية المرصودة”.
بين الطموح والتحديات
يمثل مشروع “جسر ميسينا” اختباراً لقدرة الدولة الإيطالية على تنفيذ بنية تحتية ضخمة في منطقة طالما عانت التهميش.
ومن المتوقع أن تبدأ أعمال البناء قبل نهاية العام الجاري، إذا لم تُعرقَل بسبب طعون بيئية أو قضائية.