باسيل لـ’النهار’: لبنان في القلب لكنني سأختار قطر في المستقبل

باسيل لـ’النهار’: لبنان في القلب لكنني سأختار قطر في المستقبل

يقود طموح راي باسيل الرياضي والأولمبي إلى اتخاذها القرار الأصعب في مسيرتها الرياضية: الدفاع عن ألوان دولة قطر مستقبلاً عوضاً عن ألوان العلم اللبناني.

 

 

 

الرامية اللبنانية المتألقة تعدّ “أيقونة الرياضة اللبنانية” في العقدين الأخيرين، استمرارية بالتألق على أعلى المستويات، بالرغم من الإمكانات الضعيفة، والكل يذكر كيف كانت تستعد في مرآب للسيارات لأولمبياد طوكيو 2021 نظراً لضعف الإمكانات المتاحة خصوصاً في ظل جائحة كورونا.

راي باسيل. (وكالات)

 

تفتخر إبنة بلدة دلبتا في قضاء كسروان بلبنانيتها، إلا أنها اتخذت قرارها بتغيير هويتها الرياضية، وهي سابقة في تاريخ الرياضة اللبنانية، حيث ستدافع عن ألوان دولة قطر مستقبلاً سعياً من أجل المزيد من المجد في رياضة الرماية دولياً وتحقيق حلم الميدالية الأولمبية، وقد اتخذت القرار بعد تفكير عميق، في إطار السعي لتحسين فرصها في الإعداد والتنافس على أعلى مستوى، ولا سيما الظهور في أولمبياد لوس أنجليس 2028.

 

وأيقنت باسيل بعد 22 سنة من رفع الراية اللبنانية في كل المحافل الإقليمية والقارية والدولية والأولمبية، أنها لا تزال قادرة على التنافس، إنما تحتاج الى استقرار كبير في الإمكانات، لا يتوفر في لبنان في ظل الافتقار إلى البنية التحتية الرياضية الكافية والترهل في مفاصل القطاع رسمياً.

 

وقالت باسيل لـ”النهار”: “أؤكد أن القرار شخصي، وتوصلت إليه بعدما أدركت تماماً أن الرياضة في لبنان كانت وستبقى تدور في حلقة مفرغة، إذ أننا نعيش وسط منهج رياضي عاطل”.

 

وأردفت: “لدي إمكانيات للمزيد من العطاء الرياضي، إلا أن المقومات ضئيلة في ظل غياب الدعم الحكومي، ووجدت أنه في قطر ستتأمّن كل الاحتياجات للبقاء عند أعلى المستويات. أفتخر كثيراً بألوان قطر لما للدولة من أيادٍ بيضاء على الرياضة اللبنانية”.

 

وكشفت: “هذا الأمر كان وارداً منذ سنوات، لكنني كنت أصرّ على تمثيل لبنان لعلّ الأمور تتحسن، وحالياً سأواصل مسيرتي بعداً عن لبنان الذي يبقى في القلب”. وأردفت: “القرار صعب جداً، لكن قد يُعزّز الرياضة بين البلدين”.

 

من جهته، يؤكد رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية، رئيس اتحاد الرماية، بطرس “بيار” جلخ، أن هذا القرار “يترك لدينا غصّة كبيرة”، مشيراً إلى تفهّمه دوافع باسيل. وأضاف “وافقنا على هذا الأمر بناءً على رغبة باسيل، التي رأت بأن الفرصة سانحة لتحقيق طموحاتها في ظل عدم الدعم الرسمي، ولا سيما أن رياضة الرماية مكلفة جداً، وسيتوفر لراي في قطر إمكانات أكبر بكثير مما تحصل عليه في لبنان”، واصفاً الأمر بأنه بمثابة “احتراف دولي نال موافقة الاتحادين اللبناني والقطر ي وكذلك الاتحاد الدولي واللجنة الاولمبية الدولية”.

 

راي باسيل. (وكالات)

راي باسيل. (وكالات)

وقالت باسيل: “أعطيت كل شيء للبنان، لكن بمعزل عن الأمور العاطفية أريد الالتفات إلى التطور والتقدّم، إذ إن الرياضي لديه حقوق والتزامات، واليوم أرى نفسي أعيش حالة رياضية احترافية بامتياز، وقطر أعتبرها بلدي الثاني، حيث قدّموا لي الكثير خلال مسيرتي، وسأمنح نفسي فرصة لتحقيق ميدالية أولمبية”.

 

وأردفت “التعليقات سواء الإيجابية أو السلبية كثيرة فقراري لا يعد خيانة لأنني لم أدخر أي جهد أو مال لأجل إعلاء شأن لبنان الرياضي أنا احترم وجهات النظر لكن لا احد كابد مثلي”.

 

وأشادت باسيل بتطلعات قطر الرياضية الواسعة من خلال استضافة البطولات والدورات، مضيفة: “الخطوة التي قمتُ بها ستُشكّل حافزاً للاعبين آخرين، في ظل الإهمال الرياضي في لبنان”، وانتقدت المسؤولين: “كان يتم تهديدنا عندما نرفع الصوت حيث كنا نعيش في خوف دائم”.

 

وطالبت باسيل الدولة اللبنانية بالسير على خطى قطر الرياضية: “ثمّة دولة تضع تصوّرات ورؤية تطوير وتحسين والاستفادة من المواهب، فيما دولتنا تدفع رياضييها إلى الهجرة وثمة انقسام في اللجنة الأولمبية. لديّ ملامة كبيرة على الدولة اللبنانية، فوزارة الشباب والرياضة لم تقم بأي شيء لتطوير الرياضيين وتحفيزهم حتى لم تسأل عن ماهية القرار، وكلّ ما يتحقق للرياضة اللبنانية يتمّ بإمكانات وجهد خاصّين على كافة المستويات… فعلاً شكراً قطر، وأنا مقتنعة تماماً بقراري”.