قصة كومو الذي أصبح وجهة أغنياء إيطاليا

قصة كومو الذي أصبح وجهة أغنياء إيطاليا

في إيطاليا، وُلد نادٍ ثري جديد تحت اسم كومو 1907، النادي اللومباردي المدعوم من المليارديرين الإندونيسيين روبرت وميشيل هارتونو، مالكي مجموعة Djarum للتبغ. قلب سوق الانتقالات ودخل عالم الـ”كالتشيو” بقوة مالية هائلة ليصبح أحد الأسماء البارزة في الكرة الإيطالية.

حتى الآن، أنفق فريق المدرب سيسك فابريغاس 104 ملايين يورو على 10 صفقات جديدة، ليصبح ثاني أكثر أندية الدوري الإيطالي إنفاقاً خلف جوفنتوس.

من الإفلاس إلى القمة
قصة كومو ليست دائماً مليئة بالأمجاد؛ فقد عاش النادي مراحل طويلة من التخبط بين الدرجتين الثانية والثالثة، إذ لعب 43 موسماً في الدرجة الثانية و36 في الثالثة، في مقابل 16 موسماً فقط في دوري الأضواء منذ تأسيسه عام 1907 على ضفاف بحيرة كومو الشهيرة.

هذه المعاناة المالية بلغت ذروتها بإفلاسه ثلاث مرات (2004 و2016 و2017) قبل إعادة تأسيسه عام 2017 تحت اسم  Como 1907 SRL.

 

المدرب سيسك فابريغاس. (إكس)

سر التحوّل: المال والتبغ
التغيير الجذري جاء عام 2019 عندما استحوذ الأخوان هارتونو على النادي عبر شركتهما Djarum Group. وهما يحتلان المرتبتين 71 و76 عالمياً في قائمة “فوربس” بثروة تتجاوز 52 مليار دولار.

رؤيتهما تتجاوز كرة القدم؛ إذ يهدفان الى تحويل النادي إلى واجهة سياحية واقتصادية تعكس ثراء منطقة لومبارديا صاحبة أعلى ناتج محلي في إيطاليا (390 مليار يورو).

عين الإندونيسيان ميروان سوارسو رئيساً للنادي، واستعانا بأسماء بارزة مثل تييري هنري، إضافة إلى المدرب فابريغاس، ليؤسسا مشروعاً يمثل الهيمنة الاقتصادية لشمال إيطاليا الذي يحتضن معظم أندية النخبة مثل جوفنتوس وميلان وإنتر وأتالانتا، واليوم كومو.

نجوم كبار ومواهب شابة
خلال موسم 2024-2025، وهو أول مواسمه في الدرجة الأولى منذ 22 عاماً، أنفق النادي 97.7 مليون يورو على 30 لاعباً ما بين صفقات مباشرة وإعارات، أبرزهم ماكس كاكيريت (15 مليون يورو)، أنستاسيوس دوفيكاس (14 مليوناً)، أساني دياو (12 مليوناً)، نيكو باز (6 ملايين) وأندريا بيلوتي (4.5 ملايين).

كذلك، ضم أسماء كبيرة مجانية مثل رافاييل فاران، سيرجي روبيرتو، بيبي رينا وألبرتو مورينو.

وفي صيف 2025، زاد النادي من استثماراته ليبلغ إنفاقه 104 ملايين يورو، وهو ثاني أعلى معدل في إيطاليا وضمن أعلى 12 نادياً عالمياً، أبرز الوافدين، خيسوس رودريغيز (ريال بيتيس) – 22.5 مليون يورو (أغلى صفقة بتاريخ النادي)، مارتن باتورينا (دينامو زغرب) – 18 مليوناً، جاييدن أداي (ألكمار) – 14 مليوناً، نيكولاس كوهن (سلتيك) – 19 مليوناً، إيغناس فان دير بريمبت (سالزبورغ) – 5 ملايين، إضافة إلى شراء عقدي المعارين السابقين أليكس فايي (6 ملايين) وماكسمو بيروني (13 مليوناً) بعد تألقهما.

البنية التحتية والحلم الأوروبي
ولا يقتصر المشروع على اللاعبين فقط؛ فقد أطلق النادي خطة شاملة لتجديد ملعب جوسيبي سينغاليا المطل على بحيرة كومو، لرفع سعته إلى 15 ألف مقعد وتحويله إلى منشأة متعددة الغرض بحلول عام 2028، ليصبح عنصراً رئيسياً في جعل كومو علامة عالمية.

وأكد رئيس النادي ميروان سوارسو أنّ “دوري الأبطال ليس هوساً بالنسبة إلينا، بل نريد الوصول إليه بشكل طبيعي”.

نادي الموضة الجديد في إيطاليا
اليوم، يضم كومو مدرباً شاباً لامعاً،و لاعبين ذوي خبرة إلى جانب مواهب صاعدة، واستثمارات ضخمة في الملعب والبنية التحتية، كل هذه المكوّنات جعلت منه مشروعاً طموحاً يقترب بخطوات ثابتة من الدخول في نادي الإيطاليين الكبار.

من نادٍ يعاني الإفلاس إلى نادٍ يزاحم الكبار في سوق الانتقالات… كومو 1907 أصبح بالفعل نادي الأثرياء الجديد في إيطاليا.