قتل شخص واحد وجرح تسعة آخرون في أكبر حريق صيفي بجنوب فرنسا.

قتل شخص واحد وجرح تسعة آخرون في أكبر حريق صيفي بجنوب فرنسا.

أتى أكبر حريق حتى الآن في فرنسا خلال الصيف على أكثر من 15 ألف هكتار من الغطاء النباتي في 15 بلدة في جنوب البلاد، ما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة تسعة آخرين أحدهم حالته حرجة، وفقدان آخر.

ورصدت عدسات فرانس برس تمدد ألسنة اللهب بسرعة وسط دخان كثيف، حيث التهمت النيران العالية المدفوعة بالرياح تلال منطقة كوربيير، فيما تستمر حرائق أخرى في اجتياح غابات الصنوبر والنباتات.

 

 

وقالت المسؤولة المحلية لوسي روش إن “الحريق ما زال نشطاً جداً بسبب الجفاف والحرارة والرياح القوية”.

ومن المقرر أن يزور رئيس الحكومة فرانسوا بايرو الموقع بعد الظهر، يرافقه وزير الداخلية برونو روتايو.

وفي بلدة سان لوران دو-لا-كابروريس التي تبعد 30 كيلومتراً عن مدينة ناربون، أكّد المسؤول المحلي ريمي ريسيو أنّ عائلة أحد السكان لم تتلق أي أخبار عنه حتى الآن، مشيرا أيضاً إلى إصابة تسعة أشخاص، بينهم حالة حرجة نُقلت إلى المستشفى.

وأتت النيران على 15 ألف هكتار من الأراضي الحرجية والصنوبرية في خمس عشرة بلدة متضررة، ما أدى إلى تدمير أو تضرر 25 منزلاً و35 مركبة، بحسب تقييم أولي.

 

فرنسا (أ ف ب)

فرنسا (أ ف ب)

 

– تدخل “هائل” –

وتوقفت الدوريات الجوية خلال الليل لكنها استؤنفت صباح الأربعاء، حيث حلّقت أربعة طائرات كانادير وثلاث طائرات داش وطائرة رصد من طراز بيتشكرافت، إلى جانب مروحيّتين وطائرتين صغيرتين من نوع إير تراكتور، حسبما أفادت السلطات.

وأكدت لوسي روش لفرانس برس أنه يتم العمل على تعزيز هذه الوسائل الجوية.

ووصف ريمي ريسيو التدخل بـ”الهائل”، مشيراً إلى مشاركة 2000 عنصر إطفاء مدعومين بـ500 آلية على الأرض.

ويُعتبر هذا الحريق الأكبر خلال الصيف في فرنسا حتى الآن.

في أواخر تموز/يوليو ومع حلول منتصف موسم الصيف، سجلت الحماية المدنية احتراق أكثر من 15 ألف هكتار على المستوى الوطني نتيجة نحو 9000 حريق نشب أغلبها على الساحل المتوسطي.

 

 

ولا يزال أكثر من 2500 منزل من دون كهرباء، فيما حذّرت السلطات المحلية من أن السماح لمئات السكان الذين أُجلوا مساء الثلاثاء بالعودة إلى منازلهم لا يزال أمراً مبكرا جداً.

وجدّدت السلطات تعليماتها الأمنية للسكان، داعية إلى “التزام المنازل إلا عند صدور أمر بالإخلاء من فرق الإطفاء” من أجل تجنب الازدحام في الطرق لتسهيل حركة فرق التدخل.

وتعاني المنطقة من جفاف مستمر يجعل الغطاء النباتي شديد الاشتعال، ما دفع السلطات إلى إطلاق أعلى مستوى تحذيري لخطر حرائق الغابات.

 

 

وفي فرنسا، أتت الحرائق على 24 ألف هكتار من الأراضي منذ مطلع العام، وفق بيانات خدمة كوبيرنيكوس الأوروبية التي تغطي معطياتها الفترة حتى الخامس من أغسطس/آب. ويتجاوز هذا الرقم متوسط المساحات المحترقة بين عامي 2006 و2024، لكنه يبقى أقل من المتوسط المسجل بين 2012 و2024.

 

 

وبحسب مساحة الأراضي المحترقة، لا يزال عام 2025 بعيدا حتى الآن عن السنوات التي سجلت أرقاما قياسية في 2022 و2019.