أرامكو: تراجع الأرباح للشهر العاشر على التوالي

أرامكو: تراجع الأرباح للشهر العاشر على التوالي

أعلنت “أرامكو السعودية”، الثلاثاء، تراجع صافي أرباحها بنسبة 22% في الربع الثاني من 2025، بسبب تأثرها بانخفاض أسعار النفط واستقراره عند مستويات إنتاج محدودة. وبلغ صافي الربح للأشهر الثلاثة المنتهية في 30 حزيران/يونيو 85,02 مليار ريال سعودي (22,7 مليار دولار)، مقارنةً بـ 109,01 مليارات ريال في الفترة ذاتها من العام الماضي، مما يمثل تراجعاً للربع العاشر على التوالي على أساس سنوي.

ورغم هذا الانخفاض، لم تتأثر أسهم الشركة بشكل ملحوظ، بل ارتفعت بنسبة 0.5% إلى 24.02 ريالاً عند الساعة 2:24 ظهراً بالتوقيت المحلي، يوم الثلاثاء، مما قلّص خسائرها في 2025 إلى 14.4%.

وقال أمين الناصر، رئيس “أرامكو” وكبير إدارييها التنفيذيين، لمحللين اقتصاديين: “شهدنا في الأشهر الماضية تقلبات كبيرة في أسواق النفط، لكننا نلاحظ أخيراً استمرار قوة الطلب على النفط”. وأوضح بأن إشارات السوق الفعلية كانت قوية ومدعومة بالأداء الاقتصادي المستقرّ في الصين والولايات المتحدة، إلى جانب أداء قويّ لسوق النفط.

وأعلنت الشركة توزيع أرباح أساسية للربع الثاني بقيمة 21,1 مليار دولار، والتي سجّلت ارتفاعاً من 20,3 مليار دولار في الفترة المماثلة من 2024، لكنها خفضت توزيعات الأرباح المرتبطة بالأداء إلى 219 مليون دولار، مقابل 10.8 مليارات دولار في 2024.

وبلغت مبيعات الشركة في الربع الثاني 378,83 مليار ريال، لتسجّل انخفاضاً من 425,71 مليار ريال في الربع المقابل من 2024، بينما بلغ متوسط أسعار النفط 67 دولاراً للبرميل مقابل 85 دولاراً قبل عام.

رفعت السعودية إنتاجها إلى 9,2 ملايين برميل يومياً في أيار/مايو مع بدء تحالف “أوبك+” تخفيف القيود السابقة، وزادت الإنتاج في حزيران/يونيو إلى 9,4 ملايين برميل يومياً. وكانت تخفيضات “أوبك+” السابقة قد خفضت إنتاج المملكة إلى متوسط 9 ملايين برميل يومياً في العام الماضي؛ وهو أدنى مستوى منذ 2010.

وأكد الناصر قائلاً: “أثبتنا قدرتنا على تسريع زيادة الإنتاج بسرعة”، مشيراً إلى أن إجمالي إنتاج “أرامكو” في الربع الثاني بلغ 12,8 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً، بزيادة 475 ألف برميل يومياً عن الربع الأول، ويشمل ذلك: الغاز الطبيعي والإيثان والمكثفات، إضافة إلى النفط الخام.

وأضاف الناصر أن طاقة الشركة الحالية من النفط الخام تبلغ 12 مليون برميل يومياً، مما يمنحها “فرصة نمو هائلة مستقبلاً”، وأنها سترفع إنتاجها من الخام بمقدار مليون برميل يومياً بين نيسان/إبريل وأيلول/سبتمبر “من دون تكاليف إضافية أو مع تكاليف طفيفة” بفضل الطاقة الاحتياطية. وأوضح بأن كل زيادة بمقدار 100,000 برميل يومياً تحقق تدفقاً نقدياً سنوياً إضافياً بقيمة 1,1 مليار دولار على أساس سعر 70 دولاراً للبرميل.

وبلغت الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب لقطاع المنبع 44,7 مليار دولار في الربع الثاني، لتسجّل تراجعاً من 51,4 مليار دولار في الربع الأول، بينما عوّض ارتفاع هوامش التكرير ضعف هوامش البتروكيماويات، إذ تجاوزت الأرباح المعدلة لقطاع المصبّ 2,6 مليار دولار.

وقال زياد المرشد، المدير المالي في “أرامكو”: “استراتيجيتنا طويلة الأجل تظلّ بلا تغيير. نركّز على التكامل بين التكرير والبتروكيماويات وربط هذا القطاع بأعمالنا في المنبع. هدفنا تحويل السوائل إلى كيماويات، وهذه الاستراتيجية توفر النمو والتحوّط لأعمال المنبع”.

وعن تأثير الرسوم الأميركية المرتفعة على الاستيراد، والتي لا تشمل النفط والغاز، قال الناصر إن الأثر يأتي من احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي فحسب، مشيراً إلى نمو استهلاك الصين من النفط هذا العام بمقدار 200,000 برميل يومياً ليصل إلى 17.5 مليون برميل يومياً، مما يؤكد أن السياسات الأميركية لم تؤثر في الطلب من أكبر مستورد عالمي للنفط الخام.

يُذكر أن الحكومة السعودية تملك 81.5% من “أرامكو”، ويملك صندوق الاستثمارات العامة 16%، مع بقاء 2.5% فقط للمستثمرين من القطاع الخاص.