تير شتيغن الأحدث… لاعبين تعرضوا لمشاكل كبيرة مع إدارة برشلونة

تير شتيغن الأحدث… لاعبين تعرضوا لمشاكل كبيرة مع إدارة برشلونة

لم يكن الخلاف الحالي بين الحارس الألماني مارك أندره تير شتيغن وإدارة نادي برشلونة سوى حلقة جديدة من مسلسل طويل اعتاد فيه النادي الكاتالوني أن يدخل في صدامات قوية مع لاعبيه الكبار، وعلى مر السنين، كانت النهاية دائماً درامية وغير ودية، لينضم تير شتيغن إلى قائمة تضم أسماءً صنعت تاريخ النادي لكنها غادرته وسط توتر وانقسامات.

تير شتيغن… القائد المُستهدف
تير شتيغن، حارس برشلونة الأول منذ قرابة عقد، يواجه الآن أعقد أزماته مع الإدارة، فالنادي قام بضم الحارس الشاب خوان غارسيا من إسبانيول، وهو ما اعتُبر رسالة واضحة بأن أيام الحارس الألماني باتت معدودة. 

الأزمة انفجرت بعد إصابة تير شتيغن الأخيرة، إذ رفض توقيع التقرير الطبي الرسمي الذي يتيح للنادي استخدام 80% من راتبه في تسجيل لاعبين جدد، بينهم الإنكليزي ماركوس راشفورد الذي يسعى برشلونة الى تسجيل التعاقد معه. 

تيرشتيغن حارس برشلونة (أ ف ب)

هذا الموقف دفع الإدارة إلى فتح تحقيق تأديبي ضده، مما جعل العلاقة بين الطرفين تتجه نحو تصعيد جديد يهدد بانفجار أكبر خلال فترة الانتقالات الحالية.

صامويل إيتو… صراع مع غوارديولا والإدارة
قصة إيتو مع برشلونة تمثل نموذجاً كلاسيكياً لصدام النجوم مع إدارة النادي. في صيف 2008، أبدى المدرب الجديد آنذاك بيب غوارديولا رغبته في الاستغناء عن المهاجم الكاميروني، إلا أن إيتو رفض الرحيل بشدة وأصر على البقاء لإثبات قدرته على العطاء. 

وبالفعل، قاد الفريق لتحقيق ثلاثية تاريخية في 2009، لكن ذلك لم يشفع له أمام رغبة الإدارة والمدرب في التغيير، فتمت إعارته لاحقاً إلى إنتر ميلان في صفقة تبادلية مع زلاتان إبراهيموفيتش. 

التوتر امتد إلى حد رفع إيتو دعوى قضائية ضد النادي بسبب خلافات مالية متعلقة بانتقاله، قبل أن يتم إنهاء الأزمة بعد سنوات عندما قرر اللاعب إسقاط الدعوى في 2013، وأصدرت إدارة برشلونة حينها بياناً تشكر فيه إيتو على مبادرته، وتصفه بأنه أحد أعظم هدافي النادي في تاريخه.

نيمار… الأزمة الأكبر في عهد بارتوميو
رحيل نيمار إلى باريس سان جيرمان في صفقة بلغت 222 مليون يورو عام 2017 كان بمثابة الزلزال الذي هزّ النادي الكاتالوني، الإدارة اعتبرت طريقة خروج اللاعب “غير محترفة”، خصوصاً أن الصفقة تمت بسرعة قياسية بعد دفع الشرط الجزائي، وهو ما خلق جواً من العداء بين الطرفين. 

الرئيس السابق جوسيب بارتوميو صرح حينها قائلاً: “تصرف نيمار لم يكن بالشكل الذي يليق بلاعب من برشلونة، لقد وثقنا به وبممثليه كثيراً ولكنهم خذلونا”. 

نيمار حين كان لاعباً في برشلونة (وكالات)

نيمار حين كان لاعباً في برشلونة (وكالات)

نيمار رد بشكل لاذع عبر حسابه في إنستغرام واصفاً بارتوميو بأنه “مزحة”، ولم يتوقف الخلاف عند هذا الحد، بل دخل الطرفان في نزاع قانوني طويل بشأن مكافآت الولاء، جعل أي فكرة لعودة اللاعب إلى برشلونة مستحيلة رغم محاولات عام 2019 لإعادة المياه إلى مجاريها.

عثمان ديمبيلي… الخروج المؤجل
لم ينجُ الفرنسي عثمان ديمبيلي من محاولات الإدارة لإجباره على الرحيل في كانون الثاني/ يناير 2022، حين كان النادي بحاجة إلى التخلص من راتبه المرتفع وإيجاد مساحة مالية للتعاقدات الجديدة، لكن اللاعب تمسك بالبقاء حتى نهاية عقده، رافضاً جميع العروض المقدمة، منها عرض كبير من أحد أندية الدوري الإنكليزي. 

رئيس النادي خوان لابورتا علّق على الأمر قائلاً: “قدمنا له عرضين جيدين ورفضهما، هذا الموقف لم يكن مفهوماً لا بالنسبة له ولا للنادي”. 

في النهاية، غادر ديمبيلي إلى باريس سان جيرمان بعد عام ونصف عام من بداية الأزمة، لكن علاقته بالإدارة لم تُصلح حتى بعد مغادرته.

لويس سواريز… وداع بمرارة
لويس سواريز، أحد أعظم المهاجمين في تاريخ النادي برصيد 195 هدفاً و113 تمريرة حاسمة خلال 283 مباراة، شعر أن الإدارة لم تحترمه بطريقة إعلان رحيله عام 2020. 

اللاعب أوضح لاحقاً: “لم يتصل بي أحد لإخباري قرار الرحيل، علمت بالأمر من الصحافة، كانوا يتصلون بي لإقناع ميسي بالبقاء لكنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء الاتصال عندما قرروا الاستغناء عني”. 

المدرب الهولندي رونالد كومان لعب دوراً في هذه القصة عندما أبلغه أنه خارج حساباته، لكنه تراجع عن ذلك لاحقاً إذا لم يُحسم رحيله، وهو ما وصفه سواريز بأنه “غياب للشجاعة والوضوح”. 
الرد العملي جاء سريعاً عندما توج سواريز بلقب الدوري الإسباني مع أتلتيكو مدريد في الموسم التالي، متفوقاً على برشلونة نفسه.

ليونيل ميسي… أسطورة خرجت بصدام
ميسي، أسطورة النادي وأفضل لاعب في تاريخه، دخل في خلاف عاصف مع إدارة بارتوميو عام 2020، وصل إلى ذروته بمحاولة فسخ عقده عبر ما عُرف إعلامياً بقصة “البوروفاكس”. 

اللاعب هاجم الإدارة علناً بسبب طريقة تعاملها مع صديقه سواريز قائلاً: “كنت تتوقع على الأقل أن يحصل على وداع يليق بما قدّمه، لا أن يُطرد بهذه الطريقة”، مضيفاً: “لم يعد أي شيء يفاجئني في هذه الإدارة”. 

الخلاف لم ينتهِ حتى بعد رحيل بارتوميو، إذ بقيت علاقة ميسي فاترة مع الرئيس الحالي خوان لابورتا، خصوصاً بعد رحيله إلى باريس سان جيرمان في صيف 2021.

دموع ميسي في مؤتمر وداعه لم تُخفِ مرارته من الطريقة التي انتهت بها حقبته الذهبية مع برشلونة.