ختام مسلسل ‘آسر’ الليلة… العدالة القاسية تتفوق على التسامح

يقترب مسلسل “آسر”، المقتبس عن الدراما التركية الشهيرة “إيزل”، من نهايته بعد 90 حلقة مشوّقة على “MBC1” و”شاهد”، تميّزت بحبكات متقنة ومشاعر متأججة، أبقت الجمهور مشدوداً إلى شاشته حتى اللحظات الأخيرة. وقد نجح المسلسل، الذي ضمّ نخبة من نجوم الدراما في لبنان وسوريا، في تقديم نسخة معرّبة بروح محلية وعمق إنساني، مانحاً الشخصيات بعداً واقعياً جعل العمل يتجاوز كونه مجرّد اقتباس.
شارك في العمل عدد كبير من الأسماء البارزة، منهم: عباس النوري، باسل خياط، باميلا الكيك، خالد القيش، سامر المصري، كارمن لبس، زينة مكي، ريم خوري، إيهاب شعبان، سلطان ديب، مجدي مشموشي، ورد عجيب، طلال مارديني، ريام كفارنة، بيار داغر، وغيرهم.
سامر المصري بدور عزت وخالد القيش بدور راغب (الصورة: شاهد)
وفي دردشات خاصة مع “النهار” على هامش مهرجان “بياف” في وسط بيروت، تحدّث عدد من نجوم العمل عن تجاربهم في المسلسل، خصوصاً مع اقتراب الحلقات الختامية التي وُصفت بأنها متوقعة من حيث المسار الدرامي، لكنها تركت أثراً عاطفياً بالغاً، خصوصاً بعد رحيل “الخال رستم جمال الدين” (عباس النوري)، ما فتح الباب لتكهنات حول إمكان تغيير النهاية.
باميلا الكيك: لا يمكن أن أزعل من خالد القيش!
في لقاء خاطف مع الممثلة اللبنانية باميلا الكيك التي جسّدت شخصية “حياة”، اطمأنّنتُ إلى حالتها الصحية بعد إصابتها بكسر في معصمها أثناء تصوير مشهد عنيف جمعها مع الممثل خالد القيش (راغب الملاح). ضحكت باميلا وقالت مازحة: “أستطيع أن أكسره مجددًا! لا يمكن أن أزعل من خالد القيش”.
الممثلة باميلا الكيك بدور حياة (الصورة: شاهد)
نادين خوري: حين فقدتُ رامي… شعرتُ أنني فقدتُ بصري
قدّمت الممثلة السورية نادين خوري أداءً مبهراً في دور “مريم”، والدة آسر (مجد) ورامي، الأم التي فقدت بصرها منذ سنوات، لكنها كانت ترى في ولديها كل النور. وعن التحديات التي واجهتها، قالت: “الشخصية مُرهقة جداً في الأداء، إذ أؤدي دور امرأة كفيفة، وكان عليّ أن أمنع عيني من التعبير رغم أن العين تسرق الانتباه لاشعورياً. كان عليّ أن أجمّد ملامحي كي لا يظهر أنني أرى، وهذا تحدٍّ كبير لأي ممثل”.
وتابعت بتأثّر: “عندما نطقت مريم عبارة: الآن فقدتُ رامي، شعرتُ فعلاً أنني فقدت بصري. رامي ومجد كانا عينيها. الأم التي تجعل من ولديها محور حياتها، حين تفقد أحدهما، كأنها تخسر عمودها الفقري”.
وختمت بالقول: “هل تتحقّق العدالة في النهاية؟ هل تتبدّل؟ لا نعلم. نحن، بدورنا، ننتظر النهاية كما الجمهور تماماً، وربما سنبكي مثلهم”.
الممثلة نادين خوري في دور مريم أم مجد ورامي (شاهد)
زينة مكي: وداعي لناي مزّق قلبي
أما الممثلة اللبنانية زينة مكي، التي أدّت شخصية “ناي”، فقد لامس مشهد رحيلها قلوب المشاهدين. وعن هذه التجربة قالت: “أدرك تماماً مدى قسوة المشهد. شقيقتي بكت بحرقة، وأنا بدوري تأثّرت كثيراً حين شاهدته مع عائلتي في الخارج. شعرتُ كأنني أودّع شخصاً عزيزاً جداً، كأنها لحظة فِقدان حقيقية”.
وعندما سُئلت عمّا إذا كانت نهاية ناي عادلة، أجابت: “ربما لم يكن مكانها بين الشخصيات الأخرى. كانت الأنقى بينهم جميعاً، وأعتقد أنّ النهاية كانت رحمة لها، خروجاً من هذا الألم المستمر. نعم، أظن أنها ارتاحت”.
الممثلة زينة مكي بدور ناي (الصورة: شاهد)
ريم خوري: تجربة ممتعة ومؤثرة
بدورها، تحدّثت الممثلة اللبنانية ريم خوري، التي جسّدت شخصية “لارا”، عن دورها وتأثير العمل فيها، خصوصاً بعد وفاة “جابر” (إيهاب شعبان): “كانت تجربة طويلة وممتعة، وتعلّمت منها الكثير. الوقوف أمام أسماء لامعة مثل الأستاذ عباس النوري وباسل خياط شكّل تجربة غنية ومثمرة بالنسبة لي”.
وأضافت: “أدرك تماماً أن الجمهور تأثّر كثيراً، خصوصاً بمصير ناي ورامي وجابر. كنا نتابع ردود الفعل لحظة بلحظة، وهذا التفاعل أسعدنا كثيراً”.
آسر (باسل خياط) ولارا (ريم خوري) مصدر الصورة: شاهد
بين الوفاء للنص الأصلي وصوت رستم العربي
انطلق “آسر” من نص تركي شهير، إلا أن المعالجة العربية والاشتغال على التفاصيل جعلاه أكثر قرباً من وجدان المتفرّج العربي. النهاية المتوقعة لا تنفي احتمال حدوث مفاجآت، خصوصاً بعد رحيل شخصية محورية مثل رستم، الذي شكّل “الصوت المرشد” في حياة مجد/آسر ورفاقه.
وفي حال انتهى العمل كما بدأ، فإنه يظلّ تجربة درامية تركت بصمة إنسانية عميقة، وأثبتت أن الدراما المعرّبة قادرة على النجاح متى حملت هوية صادقة، ونَفَساً درامياً نابضاً بالمعنى والحياة.
الممثل عباس النوري بدور رستم (الصورة: شاهد)