تحقيق شامل حول إدارة الحسبة في تنظيم داعش

تحقيق شامل حول إدارة الحسبة في تنظيم داعش

أعلن متحف سجون داعش (IPM) عن إطلاق أحدث تحقيق مُوسَّع له يسلط الضوء على ديوان الحِسبة —الجهاز المكلف “بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”. ويعرض التحقيق شهادات غير مسبوقة ووثائق أصلية، إضافة إلى جولات ثلاثية الأبعاد داخل أربعة سجون ارتبطت بهذا الديوان في مناطق سيطرة التنظيم بسوريا والعراق بين عامَي ٢٠١٤م و٢٠١٧م.

 

وورد في بيان صحافي: “تولّى ديوان الحِسبة—ذراع داعش الرقابية—إدارة المجتمع الخاضع لحكم التنظيم وفق قراءته المتشدّدة للشريعة؛ ففرض على الناس تنظيماً صارماً لحياتهم وسلوكهم، وتجسس حتى على أدق التفاصيل داخل بيوتهم. وصار بذلك الوجه الأكثر حضوراً لسلطة الإرهاب المفروضة عليهم.

 

فكان أي خرقٍ يُصنَّف فعلاً “مشيناً” ويُواجَه بسلسلة عقوباتٍ قاسية تبدأ بالغرامة، وتمتدّ إلى السجن والجلد، وتنتهي بأشكالٍ أخرى من التعذيب الممنهج.

 

يحتوي تحقيق متحف سجون داعش على مقابلات مع أكثر من ٢٠ سجيناً سابقاً، ويكشف عشرات الوثائق التي لم تُنشَر من قبل، وقد تركها التنظيم خلفه لتوثِّق لوائحه التأديبية وعقوباته.

 

وتتركّز الجولاتُ الافتراضيةُ ثلاثيةُ الأبعاد — في مرحلتها الأولى — على سجنين يتبعان ديوان الحِسبة: أحدهما في قبو مدرسة معاوية بن أبي سفيان في الرقة، والآخر داخل منزل سكني في حي المَيْدان بالموصل.

 

وخلال الشهرين المقبلين سيُضاف تحقيقان جديدان لموقعين آخرين: مستودعٌ تجاري في منطقة شارع الوادي بالرقة، وكنيسةُ مار يوسف في الموصل”.

 

يشمل التحقيق تقريرين يحلّلان عمل ديوان الحِسبة:
١. “يشرّحُ التقريرُ الأوّلُ بنيةَ الديوان وإدارته ولوائحه كما نصّت عليها “اللائحة العامة لديوان الحِسبة” التي شكلت إطاره الدستوري. استعاد متحف سجون داعش نسخةً أصليّةً من هذه الوثيقة بعدما تركها التنظيمُ خلفه أثناءَ فراره.

 

٢. يستند التقريرُ الثاني إلى مئات الوثائق القضائية التي تركت في ديوان الحِسبة. تشمل المخالفاتُ التدخينَ، وما سمّاه التنظيم «انتهاكات الآداب العامة»، إضافةً إلى “المخالفات العقائدية”. ويعرضُ التقريرُ رؤيةً شاملةً، مدعومةً بإحصاءات وسجلاتٍ رسمية، تُبرز مدى سيطرةِ التنظيم على المجتمع وما فرِضه من طاعة على السكان.ولأول مرة أدلى حارس سجون رفيع في التنظيم بمقابلة حصرية للمتحف؛ فقد كان أبو سيف المقص شخصية بارزة في الرقة، ويرِد اسمه في مئات تقارير التنظيم المحفوظة في أرشيف المتحف. وتكشف المقابلة تفاصيل دقيقة عن آليات عمل ديوان الحِسبة؛  وأتاح أرشيف المتخف المقابلة نصاً فقط حرصاً منه على المحاسبة والعدالة، لا الترويج لدعاية التنظيم. 

 

حقيبة إعلامية تضم صوراً ووثائق وفيديو متاحة هنا”، بحسب البيان.

 

 

حول متحف السجون
“انبثقت فكرة المتحف سنة ٢٠١٧م من عمل مؤسسة الشارع الإعلامية، وهي جماعة من الصحافيين والمصورين وصنّاع الأفلام والفنانين تنشط في سوريا منذ ٢٠١٠م سعياً إلى سوريا ديموقراطية.

 

بدأ المشروع بحثاً عن زملاء مفقودين عقب هزيمة التنظيم، ثم تحوّل إلى جهد منهجي لتوثيق جميع سجونه في سوريا والعراق بتقنية ثلاثية الأبعاد بهدف المساءلة. وهذه هي الفكرة الجوهرية للمتحف الذي بات يوثّق أيضاً سجون نظام الأسد”، بحسب البيان الصحافي.

 

حول متحف سجون داعش
 ويضيف: “يُعَدّ متحف سجون داعش (IPM) أول مشاريع المتحف، وقد أُطلِق على الإنترنت في ٢٠٢٤م ليعرض تحقيقات جنائية وإعادة بناء ثلاثية الأبعاد لجرائم وانتهاكات ارتكبها تنظيم داعش  في العراق وسوريا بين ٢٠١٤م و٢٠١٧م. وتغني الجداول الزمنية والمقالات التوضيحية والوثائق الأصلية تجربة الزائر خدمةً للمحاسبة والعدالة والذاكرة”.