سباق دولي في جنيف… لحماية كوكبنا من أزمة البلاستيك!

سباق دولي في جنيف… لحماية كوكبنا من أزمة البلاستيك!

يجتمع ممثلون لنحو 180 دولة،  اليوم الثلاثاء ولعشرة أيام في جنيف برعاية الأمم المتحدة، سعياً لوضع أول معاهدة عالمية لمكافحة آفة التلوث البلاستيكي الذي يهدد الكوكب بكامله.

 

 

 

 

ومن جهته، حذّر الدبلوماسي الإكوادوري لويس فاياس فالديفييسو الذي يرئس المناقشات لدى استقباله الإثنين ممثلي أكثر من 600 منظمة غير حكومية ستتابع مجريات المؤتمر، بأنّ النص “الملزم قانوناً” للدول والذي يجري بحثه منذ ثلاث سنوات “لن ينبثق تلقائياً”.

 

وقال فالديفييسو “تم استخلاص عبر” منذ بوسان، مؤكداً أنّه سيكون بإمكان المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني الوصول إلى المجموعات، التي ستناقش النقاط الشائكة في الاتفاق مثل المواد الكيميائية الواجب حظرها، وتحديد سقف للإنتاج وغيرها.

 

 

تظاهرة أمام المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف (أ ف ب)

 

 

وفي حديث لوكالة “فرانس برس”، أشارت الدنماركية إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى أنّه “جرت جهود دبلوماسية كثيرة منذ بوسان”.

وتابعت أندرسن التي تنظم المناقشات “معظم الدول التي تحدثت إليها قالت إنها تأتي إلى جنيف لإيجاد اتفاق”.

 

 

 

وأوضحت الدبلوماسية المعتادة خوض مفاوضات معقدة حول البيئة “هل ستكون الأمور سهلة؟ لا. هل ستكون بسيطة؟ لا. هل ستكون هناك تعقيدات؟ نعم. هل هناك سبيل للتوصل إلى معاهدة؟ بالتأكيد”.

وأبدت “تصميمها” على التوصل إلى اتفاق.

“خطر جسيم”

 

وحذر خبراء في تقرير نشر يوم الإثنين في مجلة “ذي لانسيت” الطبية بأنّ التلوث البلاستيكي يمثل “خطراً جسيماً ومتزايداً ومُقللاً من شأنه” على الصحة، يكلف العالم ما لا يقل عن 1,5 تريليون دولار سنوياً.

 

 

 

 

وحذر الطبيب والباحث في كلية بوسطن بالولايات المتحدة فيليب لاندريغان من أنّ الأشخاص الأكثر ضعفاً، وبشكل خاص الأطفال، هم الأكثر تضررا من التلوث البلاستيكي.

وقال روبرت كيتومايني شيكوانيني المدير التنفيذي لمنظمة “تضامن لحماية حقوق الطفل” غير الحكومية متحدثاً لفرانس برس أمام مقر الأمم المتحدة، إنّه في جمهورية الكونغو الديموقراطية “المياه والبحيرات والأنهار ملوثة وجزيئات البلاستيك، التي تبقي في هذه المياه الملوثة تتسبب بعدة أمراض، ولا سيما لدى الأطفال”.

 

تظاهرة أمام المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف (مواقع)

تظاهرة أمام المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف (مواقع)

 

وتجسيداً لهذه المسألة، أقيم عمل فني أمام مكاتب الأمم المتحدة في جنيف يحمل اسم “عبء المفكر”، وهو عبارة عن نسخة من تمثال “المفكر” للنحات الشهير أوغست رودان، غارقة في بحر من النفايات البلاستيكية.

“أساسي للصحة العامة” 

غير أن المتحدث باسم المجلس الأميركي للصناعة الكيميائية ماثيو كاستنر الموجود في جنيف، دافع عن البلاستيك والخدمات التي يؤديها للمجتمعات الحديثة.

وقال كاستنر:  “إنّ البلاستيك أساسي للصحة العامة، ولا سيّما بفضل استخدامه في جميع المعدات الطبية المعقمة والأقنعة الجراحية والخراطيم والأنابيب والتغليفات، التي تسمح خصوصا بتحسين النظافة والسلامة الغذائية”.

 

غير أنّ هذه الحجج لا تقنع منظمة غرينبيس غير الحكومية المدافعة عن البيئة، ودعا رئيس وفدها غراهام فوربس الإثنين خلال تظاهرة في جنيف إلى “التوقف عن صنع هذه الكمية من البلاستيك من أجل وقف أزمة التلوث البلاستيكي”.

ووسط توترات جيوسياسية وتجارية متصاعدة، تقرر عقد هذه الدورة الإضافية من المفاوضات الحكومية الدولية (CIN5-2) التي تستمر عشرة أيام، بعد فشل محادثات بوسان في كوريا الجنوبية في كانون الأول / ديسمبر، حين حالت مجموعة من الدول المنتجة للنفط دون إحراز أي تقدم.