ترامب ونتنياهو يمنحان ‘حماس’ خيارين: الإفراج عن الأسرى والتسليم أو مواجهة تصعيد كبير.

ترامب ونتنياهو يمنحان ‘حماس’ خيارين: الإفراج عن الأسرى والتسليم أو مواجهة تصعيد كبير.

لم يتمخض عن مهمة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في إسرائيل أي مؤشرات توحي أن الرئيس دونالد ترامب في سبيله إلى التدخل لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف حرب غزة.   


في ما يشبه موقفاً من قبيل رفع العتب، كرر ترامب ليل الأحد أنه يتعين على إسرائيل أن “تطعم الناس في غزة، لأن أميركا لا تريد لهم أن يتضوروا جوعاً”. لكنه أكد أن إسرائيل لا تنفذ “إبادة جماعية”، معيداً إلى الأذهان “الأشياء الفظيعة التي ارتكبتها حماس” في هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.    


ماذا يعني موقف ترامب على أرض الواقع؟ أقله، هناك فرصة جديدة معطاة لنتنياهو كي ينتهي من حرب غزة إما بـ”صفقة شاملة”، وإما بهجوم شامل يغير الأوضاع جذرياً من طريق إعادة احتلال القطاع بالكامل بما يمكّن الحكومة الإسرائيلية من إعلان “النصر المطلق”.


وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن نتنياهو وترامب يعملان على اقتراح جديد، يتضمن توجيه إنذار الى “حماس”، يتضمن دعوة لإطلاق ما تبقى لديها من أسرى إسرائيليين والموافقة على إنهاء الحرب بما في ذلك إلقاء السلاح، تحت طائلة استمرار إسرائيل في حملتها العسكرية.      


الحديث عن الإبادة بواسطة التجويع والقصف في غزة، لم يعد مقتصراً على الجهات المؤيدة للفلسطينيين فحسب، بل إنّ أصواتاً في إسرائيل نفسها بدأت في الآونة الأخيرة تصف سياسة التجويع بأنها ترقى إلى “إبادة جماعية”، على غرار الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان، الذي تساءل في مقابلة مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية: “كيف وصلنا إلى نقطة نتهم فيه بإبادة جماعية؟”.

 

والأسبوع الماضي، نشرت منظمتا “بتسيلم” و”أطباء لحقوق الإنسان” تقريرين منفصلين أقرتا فيهما للمرة الأولى بأن إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في غزة.

 

دعا 550 من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين ترامب إلى الضغط على نتنياهو لوضع حد للحرب. (أ ف ب)

 

وأمس، دعا 550 من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين وبينهم رؤساء سابقون لأجهزة الاستخبارات، ترامب إلى الضغط على نتنياهو، من أجل وضع حد للحرب “لأن حماس لم تعد تشكّل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل”.


وفي الولايات المتحدة، بدأت شريحة واسعة من اليهود الأميركيين بينهم منظمات كانت تتجنب توجيه الانتقادات للسياسات الإسرائيلية، تتحدث علناً عن الأزمة الإنسانية في غزة، وتحض إسرائيل على توفير الطعام والدواء. وبعضها لا يتوانى عن وصف ما يجري بالإبادة. وفي داخل حركة “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” (ماغا)، هناك من بدأ يتجرأ على استخدام كلمة “إبادة” لوصف السياسة الإسرائيلية في غزة، مثل النائبة الجمهورية البارزة مارجوري تايلور غرين. 


كذلك، غرّد النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي توماس ماسي الأربعاء قائلاً إن “حرب إسرائيل في غزة غير متوازنة إلى درجة أنه لا توجد حجة منطقية كي يسدد دافعو الضرائب الأميركيون ثمنها”.   


وتماشياً مع اعتزام دول غربية الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر في إطار إعادة إحياء فكرة “حل الدولتين”، وقّع عشرة أعضاء من الحزب الديموقراطي في مجلس النواب الأميركي على رسالة تحض إدارة ترامب على الاعتراف بدولة فلسطينية.


كل ذلك، لا يشكل حافزاً لترامب للتدخل الجدي والدفع نحو التوصل إلى الحرب ومناقشة “اليوم التالي”. وبذلك، تخلو الساحة لنتنياهو ليواصل الضغط بالقتل اليومي والتجويع والتلويح بتصعيد شامل. والقناة 12 الإسرائيلية تنقل عن مصادر أن “إسرائيل أمام أسبوع مصيري ستتخذ فيه قرارات استراتيجية من شأنها تغيير وجه الحرب”.     


وفي سياق متصل، نقل وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير التوتر إلى القدس، باقتحامه الأحد المسجد الأقصى وتأديته صلاة علنية هناك، متحدياً بذلك الوضع القائم في المكان وليدعو من هناك إلى احتلال كامل لغزة وفرض السيادة عليها.