الجيش الإسرائيلي يستعد لاستقبال تعليمات جديدة قريباً… حصيلة ضحايا غزة في تزايد مستمر!

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين أنّه سيجتمع مع مجلس الوزراء الأمني المصغّر هذا الأسبوع لمناقشة كيفية توجيه الجيش بشأن المضي قدماً في قطاع غزة وتحقيق كل أهداف الحرب.
وأضاف في بداية اجتماع روتيني لمجلس الوزراء “يجب أن نستمر في الوقوف معاً والقتال معاً لتحقيق كل أهدفنا من الحرب.. هزيمة العدو وإطلاق سراح الأسرى وضمان أن غزة لن تشكّل بعد ذلك أي تهديد لإسرائيل”.
لكنّه لم يحدّد في بيان وقت اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغّر.
عدّاد الضحايا لا يتوقّف…
في السياق، أفادت السلطات الصحية بأن ما لا يقل عن 40 فلسطينيا قتلوا اليوم بنيران إسرائيلية وغارات جوية على غزة من بينهم 10 كانوا يسعون للحصول على مساعدات، وأضافت أن 5 آخرين لقوا حتفهم جوعاً وسط تحذير وكالات إنسانية من احتمال تفشّي المجاعة.
وقال مسعفون إن العشرة لقوا حتفهم في واقعتين منفصلتين بالقرب من مواقع تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة في وسط وجنوب غزة.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من ألف شخص قُتلوا في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات في القطاع منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملها في أيار/ مايو 2025، معظمهم برصاص القوّات الإسرائيلية المتمركزة قرب تلك المواقع.
وقال الفلسطيني بلال ثاري (40 عاماً) إن كل من يذهب إلى هناك يعود إما حاملاً كيساً من الدقيق أو محمولاً على نقالة “شهيداً أو مصاباً”.
فلسطينيون في غزة. (أ ف ب)
جاء ذلك أثناء وجوده بين المشيعين في مستشفى الشفاء بمدينة غزة حيث تجمّعوا لاستلام جثث ذويهم الذين قُتلوا في اليوم السابق بنيران إسرائيلية في أثناء سعيهم للحصول على المساعدات، وفقاً لمسؤولي الصحة في غزة.
وأضاف السلطات الصحية أن 13 فلسطينياً على الأقل قتلوا أمس في أثناء انتظارهم وصول شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة إلى معبر زيكيم على الحدود الإسرائيلية مع شمال قطاع غزة.
وفي المستشفى، لُفّت بعض الجثث ببطانيات سميكة منقوشة بسبب نقص الأكفان نتيجة استمرار القيود الإسرائيلية على المعابر وتزايد أعداد القتلى يومياً، وفقاً لما ذكره فلسطينيون.
وقال ثاري لـ”رويترز”: “لا نريد الحرب، وإنّما نريد السلام وإنهاء المعاناة”.
وأضاف أنّهم جميعاً في الشوارع ينهشهم الجوع والكل في حالة سيئة وليس لديهم ما يكفي لعيش حياة طبيعية كسائر البشر.
ولم يصدر بعد أي تعليق من إسرائيل على حوادث إطلاق النار يومي أمس واليوم.
وتتّهم إسرائيل حركة “حماس” بالمسؤولية عن معاناة سكان غزة. وتقول إسرائيل إنّها تتّخذ خطوات لإيصال المزيد من المساعدات إلى السكان بما في ذلك عن طريق وقف القتال لفترات من اليوم في بعض المناطق وإسقاط المساعدات جوّاً وتحديد مسارات محمية لقوافل الإغاثة.
الموت جوعاً
في الوقت نفسه، توفّي 5 أشخاص آخرين بسبب الجوع أو سوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حسبما ذكرت وزارة الصحة في غزة اليوم الإثنين. ورفعت الوفيات الجديدة عدد الذين لقوا حتفهم جراء الجوع إلى 180 شخصاً، بينهم 93 طفلاً، منذ بدء الحرب.
ولفتت وكالات الأمم المتحدة إلى أن عمليات الإنزال الجوي للمواد الغذائية غير كافية وإسرائيل يجب أن تسمح بدخول مزيد من المساعدات عن طريق البر وتسهيل الوصول إليها بسرعة.
وأوضحت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية أنّه خلال الأسبوع الماضي، دخل إلى غزة أكثر من 23 ألف طن من المساعدات الإنسانية في 1200 شاحنة، لكن مئات الشاحنات لم يتم نقلها بعد إلى مراكز توزيع المساعدات من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الذي تديره “حماس” أمس الأحد إن أكثر من 600 شاحنة مساعدات وصلت منذ أن خفّفت إسرائيل القيود في أواخر تموز/ يوليو. لكن شهود عيان ومصادر في حماس قالوا إن العديد من تلك الشاحنات تعرّضت للنهب على يد نازحين يائسين وعصابات مسلّحة.
وأكّد مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون في الأمم المتحدة أن غزة تحتاج إلى دخول نحو 600 شاحنة مساعدات يومياً لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وهو العدد الذي كانت إسرائيل تسمح بدخوله إلى غزة قبل الحرب.
وبدأت حرب غزة عندما قتلت “حماس” 1200 شخص واحتجزت 251 أسيراً في هجوم على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بحسب إحصاءات إسرائيلية. وأدّى الهجوم الإسرائيلي منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني وفقاً لمسؤولي الصحّة في غزة.
ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، لا يزال هناك الآن 50 أسيراً في غزة، ويُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة.