فرصة ريال مدريد لتجاوز أزمة “الجناح الإجباري”

في السنوات الأخيرة، أصبح مركز الجناح في ريال مدريد أشبه بحلّ اضطراري بدلاً من كونه جزءاً أساسياً من استراتيجية الفريق، إذ اعتمد النادي الملكي على خيارات موقتة ورهانات لم تقاوم تحديات المنافسة المستمرّة، مما أثر على قدرة الفريق أحياناً في استغلال الأطراف بشكل كافٍ لإحداث الفارق الهجومي.
مع انضمام اللاعب فرانكو ماستانتونو، يبدو أنّ فرصة إنهاء هذا الوضع باتت قريبة، مع إعادة صوغ الدور الأساسي للجناح ليكون سلاحاً حاسماً ضمن المشروع الهجومي لريال مدريد، بعيداً من الحلول العاجلة التي لطالما أثقلت الأداء الجماعي.
ماستانتونو، الذي أصبح محور آمال الجماهير اليوم، يواجه تحدياً لم يتحمله أي جناح في الفريق منذ سنوات، هذا التحدي لا يقتصر على أدائه داخل الملعب فحسب، بل يمتد إلى كونه العنصر المنتظر الذي سيعيد إلى الأذهان التألق الذي عاشه الفريق خلال فترة غاريث بايل.
على مدار المواسم الماضية، واجه ريال مدريد أزمة واضحة في مركز الجناح، وحتى خلال فترة وجود بايل نفسه، لم يكن هناك عنصر يضمن استمرار الأداء المميز، وهذا الأمر أصبح نمطاً متكرّراً مع أسماء مثل فاسكيز ورودريغو، إذ اعتمد الفريق على الانتفاضات الفردية الموقتة للاعبين مثل فينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام في مرحلة من المراحل.
لكن فريقاً بحجم ريال مدريد لا يمكن أن يستمر في الاعتماد على لاعب واحد ليكون محور المنظومة، إذ يتطلب النجاح بناء فريق متكامل بأداء قوي في كل مركز.
من هنا تأتي أهمية دور ماستانتونو كلاعب ليس مجرّد إضافة أخرى إلى قائمة النجوم، بل كالحل الذي افتقده المشروع الهجومي للنادي لمدة طويلة.
فرانكو ماستانتونو. (إكس)
اللاعب الأرجنتيني الشاب، البالغ من العمر 17 عاماً، يتمتع بصفات مميزة مثل المراوغة المتقنة، القدرة العالية على صناعة اللعب، الشخصية القوية، والقدرة الكبيرة على التطوّر. إلى جانب ذلك، يحيط به ضجيج إعلامي يشير إليه كظاهرة واعدة في كرة القدم، مما يزيد من حجم الآمال المعقودة عليه.
ومع هذه التوقعات العالية، يواجه اللاعب ضغطاً كبيراً بسبب تاريخ النادي وطموحات الجماهير التي تبحث باستمرار عن النجاح، وهنا يظهر الدور الحاسم للمدرب تشابي ألونسو، الذي سيتعين عليه احتضان هذه الموهبة ومساعدتها على التأقلم مع البيئة والضغوط المحيطة.