4 آب… ذكريات مؤلمة والعدالة في الانتظار (فيديو)

4 آب… ذكريات مؤلمة والعدالة في الانتظار (فيديو)

لا تزال المشاهد القاسية تقتحم الذاكرة في كل مرة يُسمع فيها صوت قوي، صورٌ عصيّة على النسيان، مطبوعة في أذهان من عاشوا لحظة الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 220 شهيداً وآلاف الجرحى، وكأن الزمن توقّف عند الساعة 6:07 من مساء الرابع من آب. مرّت خمس سنوات على الانفجار، ولا يزال لسان حال الجميع واحداً “نريد العدالة، ولا شيء سواها”.

لا شيء يُسكِّن الخسارات سوى “الحقيقة”، هي وحدها قادرة على تضميد نار الغضب الساكن في النفوس، لا الشعارات ولا الخطابات بإمكانها أن تهدىء من وجع وقهر العائلات المفجوعة، لا شيء يُعيد المشهد إلى ما كان عليه قبل 4 آب.

ما زالت الدموع تّذرف في الصمت من دون أن يسمعها أحد، الكل ينتظر العدالة المعلّقة منذ 5 سنوات، التعويضات لم تشمل الجميع كما أكد البعض لـ”النهار” والخسارات بقيت متناثرة هنا وهناك كجرح مفتوح نازف.

 

مرفأ بيروت (نبيل إسماعيل)

 

البعض سئم من الحديث، ومنازل كثيرة هجرتها الحياة، الأبواب موصدة تنتظر من يساعد ناسها على فتحها، وأخرى أقفلت يأساً وحزناً وغضباً. الشكوى باتت ثقيلة، والوجع تجاوز الكلمات، لكنّ الأمل لا يزال قائماً في تحقيق العدالة، ولو لمرة واحدة.

في الجميزة ومار مخايل، لا شيء يُشبه ما كان قبل الانفجار. تغيّرت الوجوه والبيوت والمحال، وبقيت بعض الأحجار شاهدة على الفاجعة. الحياة عادت تدريجياً، لكن الوجع لا يزال مقيماً. في عيون الناس تصميم على الصمود، على التمسّك بكرامة المكان وحقه في الحياة، وعلى إبقاء البوصلة نحو المرفأ، حيث بدأت الفاجعة… وحيث يجب أن تبدأ العدالة.