الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: خفض العلم اللبناني في قصر بعبدا ومطالبات بتحقيق العدالة (صور)

الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: خفض العلم اللبناني في قصر بعبدا ومطالبات بتحقيق العدالة (صور)

تحلّ الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت اليوم في 4 آب / أغسطس ولا تزال العدالة غائبة، وسط سؤال أساسي: “متى القرار الظني؟”.

وفيما ينتظر أهالي الضحايا منذ خمس سنوات كشف الحقيقة والمتطورتين وراء أعنف انفجار هزّ العاصمة بيروت وغيّر معالمها حينذاك، بادرت الدولة اللبنانية بالأمس إلى إطلاق تسمية “شارع ضحايا 4 آب” على أحد شوارع بيروت قُبالة المرفأ.

وصباح اليوم، جرى تنكيس العلم اللبناني في القصر الجمهوري، في بعبدا، وذلك التزاماً بالحداد الوطني اليوم بالمناسبة.

 

 

تنكيس العلم اللبناني في قصر بعبدا (الرئاسة اللبنانية).

 

 

عون وسلام

إلى ذلك، أكد رئيس الجمهورية جوزف عون أنّ “الدولة اللبنانية، بكل مؤسساتها، ملتزمة بكشف الحقيقة كاملة، مهما كانت المعوقات ومهما علت المناصب، فالعدالة لا تعرف الاستثناءات، والقانون يطال الجميع من دون تمييز”.

 

أضاف: “إنّنا نعمل بكل الوسائل المتاحة لضمان استكمال التحقيقات بشفافية ونزاهة، وسنواصل الضغط على كل الجهات المختصة لتقديم كل المسؤولين إلى العدالة، أياً كانت مراكزهم أو انتماءاتهم”.

 

 

زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى مرفأ بيروت ولقاء أهالي الضحايا بالأمس (نبيل اسماعيل).

زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى مرفأ بيروت ولقاء أهالي الضحايا بالأمس (نبيل اسماعيل).

 

من جهته، اعتبر رئيس الحكومة نواف سلام أنّ “معرفة حقيقة انفجار مرفأ بيروت ومحاسبة المتورطين قضية وطنية جامعة”، لافتاً إلى “أنّ بيروت عاصمة ثكلى على أبنائها، لكن الخامس من آب يمثل اندفاع الشباب من كل المناطق لمداواة الجراح وهو جيل يريد قيام الدولة”.

 

أضاف سلام: “أعلم أن الكثير من اللبنانيين واللبنانيات يشعرون أن الحقيقة ما زالت بعيدة، وأن العدالة متأخرة. لكنّي أقولها اليوم بوضوح: لا تسوية على حساب العدالة. لا غطاء فوق رأس أي مسؤولية. ولا نهاية لهذا الجرح الوطني إلا بكشف الحقيقة، ومحاسبة المسؤولين، كل المسؤولين وأياً كانوا، أمام القضاء”.

مرفأ بيروت

وأعلن مرفأ بيروت التوقّف عن اليوم عند الساعة السادسة مساء اليوم، في الذكرى الخامسة للانفجار، وذلك وقوفاً دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الانفجار.

وفي هذه اللحظة الرمزية، ستُطلق البواخر صافراتها، وترفع الرافعات إلى الأعلى، في تحية وفاء وصمت يُجسّد عمق الجرح الوطني في هذه الذكرى الأليمة”، وفق بيان لرئيس مجلس الإدارة المدير العام لمرفأ بيروت، عمر عيتاني.

 

 

مرفأ بيروت كما بدا عشية الرابع من آب (نبيل اسماعيل).

مرفأ بيروت كما بدا عشية الرابع من آب (نبيل اسماعيل).

 

الأمم المتحدة والسفارة الأميركية

وفي المناسبة، علّقت السفارة الأميركية في بيروت بالقول: “يصادف اليوم مرور خمس سنوات على انفجار مرفأ بيروت المأسوي الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وشرّد الآلاف… نقف إلى جانب الشعب اللبناني في مطالبته بالمحاسبة، فلبنان يستحق نظاماً قضائيّاً مستقلّاً ونزيهاً يُحقّق العدالة للضحايا، لا حمايةً للنخب”.

أضافت السفارة الأميركية: “تبقى الولايات المتحدة ملتزمةً بلبنان ذي سيادة واستقرار وازدهار، يرسم معالمه شعبه، وليس قوى خارجية”.

أما المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، فعبّرت عن تضامنها مع جميع المتضرّرين من انفجار مرفأ بيروت، في ذكراه الخامسة، مؤكدةً أنّ “عدداً كبيراً منهم لا يزال يسعى بشجاعة لتحقيق العدالة”.

وبعد لقائها الأسبوع الماضي مع عائلات بعض الضحايا، شدّدت بلاسخارت على أنّ “التقدّم في المسار القضائي بات ضرورةً لا تحتمل مزيدٍ من التأجيل”. وقالت: “بعد مرور خمس سنوات، لا تزال المأساة تتفاقم مع الغياب الفادح للعدالة… فالضحايا، والناجون، وعائلاتهم، يستحقون المحاسبة الكاملة. ويستحقونها الآن”.

 

 

أهالي ضحايا المرفأ (نبيل اسماعيل).

أهالي ضحايا المرفأ (نبيل اسماعيل).