هل أصدرت المحكمة العراقية أمر اعتقال لمحمد الحلبوسي؟ النهار تجري تحقيقاً FactCheck

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدّعي أنَّ مجلس القضاء الأعلى العراقي أصدر مذكّرة توقيف بحق الرئيس السابق للبرلمان العراقي زعيم حزب “تقدّم” محمد الحلبوسي، بتهم ترتبط بـ”الخيانة وجرائم فساد”. إلّا أنَّ هذا الخبر خاطئ، ولا يزال الحلبوسي يمارس نشاطاته. ولم يعلن أي مصدر رسمي عراقي إصدار مذكرة توقيف بحقه. FactCheck#
“النّهار” دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، صورة للحلبوسي مع خبر جاء فيه (من دون تدخّل): “القضاء العراقي يصدر مذكرة توقيف بحق رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي بتهم تتعلق بالخيانة وجرائم فساد”.
الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك)
وقد تحقّقت “النّهار” من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- بمراجعة الحساب الرسمي لمجلس القضاء الأعلى العراقي على فايسبوك وموقعه الرسمي، وموقعي جريدة “الصباح” ووكالة الأنباء العراقية الرسميّتين، تبيّن أنَّ لا أثر في أي منها لخبر إصدار مذكّرة توقيف بحق الحلبوسي. كذلك، لم تنقل وسائل الإعلام العراقية، رسمياً أو عن مصادر خاصّة، خبراً مماثلاً، بل تداولته صفحات غير موثوق بها على مواقع التواصل الاجتماعي.
2- بمتابعة حساب محمد الحلبوسي على منصّة فايسبوك، تبيّن أنَّه لا يزال يمارس نشاطاته السياسية والاجتماعية بشكل معلن. وكان آخرها بعد يوم من انتشار الخبر الخاطئ، عندما التقى في 1 أغسطس/آب 2025 وفداً من شيوخ قبيلة عزة ووجهائها في محافظة ديالى.
منشور الحلبوسي (1 آب 2025، فايسبوك)
وأكّد الحلبوسي، خلال لقائه شيوخ العشائر، “ضرورة توحيد توجّهاتهم الانتخابية والمشاركة الفاعلة والقوية في الانتخابات النيابية المقبلة. وأكّد الشيوخ حرصهم على الإدلاء بأصواتهم وتأييدهم لمرشَّحي حزب تقدم”.
منافسة حامية
ويأتي تداول الخبر الخاطئ في وقت احتدم التنافس السياسي والانتخابي، خلال الاستعداد للانتخابات النيابية المقررة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسط تكهّنات أنَّها ستكون مختلفة عن سابقاتها، بسبب المستجدات السياسية في الدورة النيابية الأخيرة.
ودخل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بقوة على خط المنافسة، بتحالفه “ائتلاف الإعمار والتنمية“، الذي يضم عدداً من الأحزاب والحركات الجديدة، ونواباً مستقلين وشباباً، وسط ارتفاع نسبة مقبولية حكومته مقارنةً بالحكومات السابقة.
من جهة أخرى، لا يزال موقف زعيم “التيار الوطني الشيعي” مقتدى الصدر غير واضح. فهو لم يعلن مشاركته في الانتخابات، بل عبّر عن مقاطعتها وعدم الاشتراك فيها مجدّداً. لكنه ألمح في موقف حديث إلى أنّه يمكن أن يشترك بشكل غير مباشر من خلال دعمه إحدى الجهات السياسية، التي تتشابه توجهاتها مع نهجه السياسي.