دعوات الاحتجاج أمام السفارات المصرية تثير استياءً كبيراً ضد ‘الإخوان’

ارتفعت حدة الغضب الشعبي في مصر ضد “جماعة الإخوان المسلمين” بصورة لافتة، إذ ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات منددة بالجماعة وتحركاتها الأخيرة، في مشهد غير مسبوق منذ إطاحتها من الحكم قبل نحو 12 عاماً.
بدأ هذا الغضب مع شروع الجماعة ومنصاتها الإعلامية في الترويج لدعوات الى التظاهر أمام السفارات والبعثات الديبلوماسية المصرية في عدد من دول العالم، متبنية مزاعم تفيد بأن “مصر تغلق معبر رفح الحدودي”، وأنها “المتحكم الوحيد به”، وتشارك في “تجويع سكان قطاع غزة”.
وبلغ الاستياء ذروته مع تظاهرات نظمتها شخصيات إسلامية محسوبة على الجماعة داخل إسرائيل، أمام السفارة المصرية في تل أبيب الخميس، وهو ما اعتبره محللون وسياسيون خطوة تصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأثار ذلك ردوداً سياسية وشعبية وحزبية وبرلمانية غاضبة ضد الجماعة التي أدرجتها محكمة مصرية على قوائم الإرهاب قبل سنوات.
ردود وتفاعل
ونشرت وزارة الخارجية المصرية، مساء الخميس، رداً على عشرة ادعاءات تروجها الجماعة وأنصارها، أبرزها القول إن “مصر أخفقت في تقديم المساعدات لقطاع غزة”.
ووصفت الخارجية هذه المزاعم بأنها “تضليل متعمد”، مؤكدة أن “مصر وفرت 70 في المئة من المساعدات الإنسانية والإغاثية التي دخلت غزة منذ بداية الحرب” في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وبحسب البيانات الرسمية، أرسلت جهات رسمية وأهلية مصرية أكثر من 35 ألف شاحنة مساعدات ومواد إغاثية إلى غزة منذ اندلاع الحرب.
وحظي منشور الخارجية بتفاعل واسع، إذ شاركه قرابة 5 آلاف مستخدم على “فايسبوك” خلال ساعات قليلة، فيما بلغ عدد التفاعلات المباشرة عليه نحو 11 ألفاً.
كذلك، أصدرت أحزاب وشخصيات برلمانية بيانات وتصريحات تستنكر هذه الدعوات والمزاعم، في حين اجتاحت مواقع التواصل حملة واسعة من التعليقات الساخرة و”الكوميكس” التي تنتقد خطاب الجماعة.
وعي شعبي
رغم الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها شرائح واسعة، وهي الفئات التي يحاول “الإخوان” استغلالها لتأليب الشارع ضد النظام، أبدى كثيرون قدراً لافتاً من الوعي السياسي، حتى بين من يقضون معظم يومهم في أعمال شاقة خارج منازلهم.
من هؤلاء عادل، وهو سائق تاكسي في القاهرة، إذ يقول لـ”النهار”: “كنت في السابق لا أقتنع بكثير من العبارات التي كان يرددها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكنت غاضباً من ارتفاع الأسعار وضيق العيش واضطراري للعمل 16 ساعة يومياً، أما الآن فأفهم ما كان يقصده”.
ويضيف: “الإخوان، أو كما يسميهم السيسي ‘أهل الشر’، يلعبون على مشاعرنا نحو الفلسطينيين، ويريدون دفعنا إلى التظاهر ضد النظام لفتح معبر رفح، مع أننا نعلم أن المعبر مفتوح من الجانب المصري، وأن المشكلة من الجهة التي تسيطر عليها إسرائيل”.
أما راضي (اسم مستعار)، وهو عامل في أحد المقاهي في منطقة المعادي، فيقول لـ”النهار”: “الأمر بات مكشوفاً تماماً. عندما ينظمون تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب بدلاً من مقر الحكومة الإسرائيلية، فهذا يؤكد ما بدأ يتضح منذ أشهر”.