المفتي قبلان: بحث مسألة سلاح المقاومة يتطلب التركيز على السياسة الدفاعية للبنان فقط

المفتي قبلان: بحث مسألة سلاح المقاومة يتطلب التركيز على السياسة الدفاعية للبنان فقط

أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن اللحظة الراهنة من أدق المراحل في تاريخ لبنان، داعياً إلى مصارحة وطنية شاملة وتثبيت خيار العيش المشترك كخيار إرادي وتاريخي، وليس قدراً مفروضاً، مشددا على أن حماية لبنان لا يمكن أن تتم إلا بوحدة مكوّناته، وبتكامل أدوارها، وعلى رأسها المقاومة.

وفي رسالة وجهها إلى الدولة والحكومة والشعب اللبناني، قال المفتي قبلان: “لبنان قضية تاريخية، لكن العيش المشترك فيه لم يكن قدراً، بل خياراً، وهنا تكمن قيمة العائلة اللبنانية. لا قيمة للمسلمين بلا المسيحيين، ولا للدولة بلا مكوّناتها”. وأضاف: “الدولة لا تكون قوية إلا بتوازنها السياسي والطائفي، وبلا توازن لا استقرار”.

 

اعتداءات إسرائيلية مستمرة على جنوب لبنان (أرشيفية)

 

ورأى أن ضعف الدولة تاريخياً، وتخلّي المجتمع الدولي عنها، فرض تشكيل منظومة مقاومة هدفت إلى حماية لبنان وسيادته، ونجحت في دحر الاحتلال الإسرائيلي عام 2000. وأكد أن “المخاطر الإسرائيلية اليوم أكبر بكثير من قبل، واللحظة تتطلب تضامنًا لا انقسامًا، والقرارات الانقسامية تضع البلد على حافة الجحيم”.

واعتبر أن المقاومة ليست خصماً، بل مكوّناً استراتيجياً لحماية البلد، محذراً من أن أي خصومة معها “أمر كارثي يصبّ في مصلحة إسرائيل”، وأن “المصلحة الوطنية تقضي بالاستفادة من قوة المقاومة لا مخاصمتها”، لافتاً إلى أن شرعية المقاومة نابعة من الحاجة السيادية، وأن “أي قرار يمسّ بها هو انتحار سياسي ووطني”.

وتطرق قبلان إلى اجتماع الحكومة المرتقب، قائلاً إن “يوم الثلاثاء سيكون مفصلياً، وأي خطأ بموضوع سلاح المقاومة سيضع رأس لبنان بيد إسرائيل ويدفع نحو كارثة وطنية”. وحذر من أي تجاوز لمشورة الرئيس نبيه بري، واصفاً إياه بأنه “قامة تاريخية مقاومة ورمز إنقاذ وطني”، مشيراً إلى أن “تجاوز دوره هو تجاوز للبنان”.

وختم المفتي رسالته بالتشديد على أن اللحظة الراهنة هي لحظة العقلاء، في ظل شرق أوسط تحكمه الخرائط الدموية، وتهدده الأزمات الوجودية، وأن الحفاظ على الوحدة الوطنية وتأمين القدرات الداخلية هو “ضرورة وجودية لا تحتمل التردد أو التهوّر”.