هل صرح ترامب بأنه سيحدث تغييراً جذرياً في النظام العراقي؟ النهار تتحقق من ذلك.

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، “الرئيس الأميركي دونالد ترامب متكلماً على تغيير العراق ونظامه جذرياً”. إلّا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، إذ أنَّ الترجمة التي أُرفقت بالفيديو مفبركة، والفيديو الأصلي يعود لخطاب تنصيب ترامب. FactCheck#
“النّهار” دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، فيديو في القالب الإخباري لقناة “الحدث”، يظهر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يلقي خطاباً، في حضور شخصيات، بينها الرئيس السابق جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس. وأرفق بترجمة صوتية نقلت قول ترامب إنَّه سيغير النظام في العراق ويحرره من “الساسة اللصوص”، وإنَّ حكومتي جورج بوش باراك أوباما لم تعملا. وكتبت حسابات مع الفيديو (من دون تدخّل): “قرر البيت الأبيض تغيير نظام العراق”.
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (تيك توك)
وقد تحقّقت “النّهار” من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- الفيديو قديم، والترجمة الصوتية المرفقة به مفبركة، ولا تطابق ما قاله ترامب فعلاً في الفيديو الاصلي، الذي يعود لاحتفال تنصيبه رئيساً للولايات المتّحدة الأميركية خلفاً لبايدن، في 20 يناير/كانون الثاني 2025. ولم يتضمّن خطابه آنذاك قراراًً أو إشارة إلى أنَّه يسعى إلى تغيير النظام في العراق جذرياً.
لقطة شاشة من الفيديو الأصلي المنشور في 20 ك2 2025 (يوتيوب)
2- المقطع المتداول هو الدقيقة الأولى من خطاب ترامب، وتم اقتطاعها وتركيب ترجمة غير صحيحة لكلامه الاصلي الذي استحضر فيه أسماء شخصيات رفيعة المستوى، بينها الرؤساء السابقون جو بايدن وباراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون… ليقول بعدها إنَّ “الحقبة الذهبية لأميركا بدأت للتو. من الآن فصاعداً دولتنا ستزدهر وستصبح محترمة مجدداً في كل أنحاء العالم. وسنكون محسودين من كل أمم العالم ولن نسمح باستغلالنا كما حدث في السابق. في كل يوم من إدارة ترامب سأقوم بخدمة أميركا أولاً”.
3- لم يعلن ترامب، أو البيت الأبيض، أو أي مؤسسة رسمية أميركية قرارا مماثلا بشأن العراق. ولم تنقل وسائل الإعلام الأميركية أو العالمية خبراً مشابهاً. كذلك، لم تنشر قناة “الحدث” هذا الخبر وهذا الفيديو. والصفحة التي نشرته انتحالية، وليست رسمية.
أزمات في العراق
ويأتي تداول هذا الفيديو بالمزاعم الخاطئة، بالتزامن مع توتّر الوضع السياسي في العراق، وتوالي الأزمات فيه، منها أزمة رواتب موظفي إقليم كردستان العراق، والهجمات المتوالية على منشآت نفطية في الإقليم.
كذلك، يستمر الضغط الأميركي على الحكومة العراقية بشأن الحشد الشعبي الذي يضمّ ميليشيات مدعومة إيرانياً، إذ ترى الولايات المتّحدة أنَّ إقرار قانون الحشد الشعبي الذي يسعى اليه مجلس النواب العراقي، سيزيد من نفوذ الجماعات الموالية لإيران ويقنّن نشاطاتها.
وخلال الأسبوع الماضي، شغل اسم الحشد الشعبي حيزاً كبيراً في الفضاء الرقمي العراقي، بسبب الاشتباك الذي اندلع بين اللوائين 45 و46 التابعين للحشد من جهة، وبين عناصر من الشرطة الاتحادية من جهة أخرى، بسبب خلاف على منصب إحدى الدوائر الحكومية في العاصمة بغداد، الأمر الذي أدّى إلى مقتل أو إصابة مدنيين وعناصر من الشرطة.
وفي حدث تلاه، تم تسريب صور خاصّة للمحامية العراقية زينب جواد، ونشرها بعنوان “فضيحة”، الأمر الذي أثار جدلاً وغضباً واسعين في الشارع العراقي، قبل ان تظهر جواد في مقابلة تلفزيونية على شاشة قناة “يو تي في” اتّهمت فيها عناصر تابعين لمديرية أمن الحشد الشعبي بنشر صورها بعد تهديدات عدّة. وقالت إنَّ الحشد الشعبي اختطفها قبل نحو شهر، وطلب منها أن تترشّح للانتخابات ضمن القوائم السياسية التابعة له، وهو الأمر الذي رفضته بشدّة.
من جهة أخرى، دعا النائب في البرلمان العراقي رحيم الدراجي، في مقابلة تلفزيونية، الطبقة السياسية والحكومة العراقية إلى تقديم استقالتها وتشكيل “حكومة انتقالية وطنية ومحايدة لمدة سنتين، بمباركة المرجعية العليا في النجف الأشرف، والسيد مقتدى الصدر، على أن تكون هذه الحكومة من شخصيات وطنية ذات مصداقية وحكمة وشجاعة تحظى بثقة الشعب العراقي، وتتميز بالاستقلال الصارم، وتكون قادرة على تهيئة الأوضاع وإعادة هيبة الدولة، من دون إثارة الجدل”.