اجتماع عون – ‘حزب الله’ لإعادة تنظيم الأولويات قبل يوم الثلاثاء

لم يكن من المتوقع أن يكون خطاب الرئيس جوزف عون بذلك الوضوح في ما يتصل بحصرية السلاح، ولا سيما أنه للمرة الأولى سمى “حزب الله” بالاسم ولم يذكر الإستراتيجية الدفاعية. فما المنتظر قبل جلسة الحكومة الثلثاء؟ وماذا في لقاء الحزب ورئيس الجمهورية؟
بعد ساعات على خطاب رئيس الجمهورية وتثبيته الأولويات في هذه المرحلة، بدءاً من ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية وصولاً إلى حصرية السلاح والتوجه مباشرة إلى جمهور “حزب الله” بضرورة الوثوق بالدولة حصراً لمواجهة الاعتداءات والخطر، جاء لقاء مساء الجمعة بين الرئيس عون والنائب محمد رعد حاملا أهمية استثنائية في توقيته ومضمونه بعد إعلان الموقف الرئاسي، وما سبقه من موقف واضح للأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم حسم خلاله أن لا بحث في السلاح قبل إنهاء العدوان.
الإعلان الصريح لعون، خلافا لكل مواقفه السابقة، بدءاً من خطاب القسم في 9 كانون الثاني/يناير الماضي بعيد انتخابه رئيساً للجمهورية، بدا صادماً لـ”حزب الله” وحلفائه، ولا سيما أنه جاء بعد أقل من 24 ساعة على موقف قاسم، وبالتالي جاء اللقاء على وقع الخطابين وتضمن بحسب معلومات “النهار” إعادة قراءة للوقائع بهدف استبيان المواقف في ظل ملاحظات جوهرية لدى الحزب على خطاب رئيس الجمهورية، وخصوصاً بعد تسمية الحزب بالاسم.
فالخطاب الرئاسي ظهر متناغماً مع مواقف عدد من القوى الداخلية والخارجية ولامس تبني الدعوات إلى نزع السلاح، وليس لتطبيق مبدأ الحصرية وفق حوار على سياسة الأمن الوطني التي تتفرع منها الإستراتيجية الدفاعية التي ذكرها عون في خطاب القسم.
إلا أن تفسيراً آخر لمواقف عون يظهر أنها جاءت لامتصاص الضغوط وليس للتناغم معها، وفي كلتا الحالتين جاءت مغايرة لترسم بداية مقاربة مختلفة تماماً عن مقاربة الثنائي “أمل” و”حزب الله”.
وتضيف المعلومات أن “الأمور تتجه نحو مسار جديد وإعادة ترتيب مواقف الطرفين، أي الثنائي وعون، ما قد يوصل إلى بناء مساحة مشتركة وإن كانت الامور في حاجة إلى بعض الوقت، وعلى هذه الأسس ستأتي زيارة بري لعون بهدف حياكة صيغة لطيفة تكلل جلسة الثلثاء لتأجيل انفجار اللغم الحكومي”. ووفق النتيجة ستحدد مشاركة الثنائي في جلسة الحكومة.
إلا أن النتوء الذي شاب العلاقة بين بعبدا وحارة حريك ليس بالأمر العابر بعد أشهر من الوئام.
إلى ذلك، لفتت زيارة النائب حسن فضل الله لقائد الجيش العماد رودولف هيكل، وإن تكن مناسبة للتهنئة بعيد المؤسسة، لكنها كانت أيضاً لعرض التطورات ولا سيما في ما يتصل بالتعاون بين الجيش و”حزب الله” وبيئته. وكان الأمر محط إشادة من هيكل الذي عاد وأكده خلال اجتماع مع كبار الضباط في اليرزة، وقال حرفياً إن “استمرار الاحتلال هو العائق الوحيد أمام استكمال انتشار الوحدات العسكرية، وقد أبدى الأهالي في الجنوب تعاونا كاملا مع الجيش، وقيادة الجيش تتواصل باستمرار مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائيّة”.